دعا الجيش الإسرائيلي سكان جنوب لبنان إلى عدم العودة إلى القرى المُخلاة حتى إشعار آخر، مؤكدًا بقاء قواته منتشرة في مواقعها داخل الأراضي اللبنانية. من جهته، صعّد حزب الله هجماته قبيل سريان الاتفاق، مستهدفًا شمال إسرائيل بالصواريخ، فيما ردّت إسرائيل بسلسلة غارات جوية على بيروت وضاحيتها الجنوبية، بالإضافة إلى بلدات في جنوب وشرق لبنان.
الإعلان عن وقف إطلاق النار جاء بعد تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع. وصف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الاتفاق بأنه "لحظة تاريخية"، مؤكدًا أنه يخدم مصالح لبنان وإسرائيل ويعزز أمن المنطقة، كما سيمكن عشرات الآلاف من المدنيين من العودة إلى منازلهم بعد نزوحهم جراء القتال.
و وفقا لتقارير إسرائيلية، يلزم الاتفاق حزب الله والتنظيمات المسلحة الأخرى بالتوقف عن مهاجمة إسرائيل، مقابل وقف إسرائيل للعمليات العسكرية الهجومية براً وجواً وبحراً ضد لبنان. كما ينص على أن الجيش اللبناني وقوات الأمن هما الوحيدين المخولين بحمل السلاح جنوبي البلاد، مع فرض سيطرة الحكومة اللبنانية على استيراد وصناعة الأسلحة. ويؤكد الاتفاق أهمية الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 الذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية بين الطرفين.
وألحق الهجوم الإسرائيلي على لبنان، الذي تصاعد منذ سبتمبر الماضي، دمارًا واسعًا في معظم المناطق اللبنانية، بما فيها بيروت، وأسفر عن مقتل 3800 شخص وإصابة أكثر من 15 ألفًا، وفق الإحصاءات الرسمية اللبنانية. كما تسبب في نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. وعلى الجانب الآخر، واجهت إسرائيل قصفًا مكثفًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة من حزب الله، مما أثار مخاوف دولية بشأن تصاعد الأوضاع في المنطقة.