صحتنا

بعد التفشي المقلق بأفريقيا: هل يتحول جدري القردة لوباء عالمي جديد؟


تشهد دول أفريقية عديدة ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بمرض جدري القردة، ما يزيد من قلق الدول والمجتمعات الدولية بشأن احتمال تحول هذا الفيروس إلى وباء عالمي واسع النطاق. في ظل هذه التطورات، أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي "حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري أمس الأربعاء 14 غشت، مما يعكس حجم المخاوف المتزايدة حول انتشار الفيروس وخطورته
إن إعلان الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي عن حالة الطوارئ الصحية يعد خطوة هامة في مواجهة هذا التهديد، إذ يسعى الاتحاد من خلال هذا الإعلان إلى تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية وتنسيق الجهود لمكافحة انتشار المرض.
ومع تزايد الحالات والتصريحات الرسمية، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه التطورات تستدعي القلق فعلا.



جدري القردة يثير مخاوف الباحثين بسبب طفراته الأخيرة
ماهو جدري القردة؟
في هذا الصدد، يقول البروفيسور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم الصحية، في الحديث مع صحيفة " لودجي " إن أسباب القلق وحالة الاستنفار الصحي راجع الى ان تواجد الفيروس  منذ القدم في دول  وسط غرب  إفريقيا الذين يقتاتون من لحوم الحيوانات في الغابات ، وذكر الطبيب  في سنة 2022 انتشر في أوساط الرجال الذين لديهم علاقات جنسية مباشرة مع الرجال في حين تم التحكم فيه 

أوضح حمضي أن في الأشهر الأخيرة ظهرت أمور مقلقة تتجلى في  تطور متحور السلالة b1 تنتشر بين الرجال والنساء في علاقتهم الجنسية و بين الأطفال عند احتكاك بين الجلد او بعض المواد الملوثة و ذكر لافتا ان انتشار المرض أصبح بسهولة،  كما ان السلالة الجديدة بعد معاينتها تنتج طفرة  بشكل أسرع مقارنة بالسلالات السابقة    

مضيفا خلال حديثه أن درجة الإمات لهذا المتحور  أكثر من السلالات الأخرى في حين أن نسبة  الحالات الخطيرة 5 في المئة  لفئة البالغين و نسبة الوافيات 10 في المئة لدى الأطفال

وعبر الطيب حمضي عن قلقه  لوصول المرض الى  المدن الافريقية و المطارات وحافلات النقل، و نبه ان انتشار المرض  في دولة كونغوا الديموقراطية و الدول المجاورة لها و المناطق الريفية و القرى البعيدة وانتقل الى 15 دولة أفريقية 
 
أعراض وعلامات الإصابة
ويرى الباحث في السياسات والنظم الصحية ان الأعراض الشائعة لجدري القردة ظهور طفح جلدي قد يستمر لمدة بين أسبوع إلى أربعة. وقد يبدأ ذلك بالحمى والصداع وآلام العضلات
وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد (الغدد الليمفاوية) 
.
ويبدو الطفح الجلدي مثل البثور أو القروح، وقد يؤثر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين والمناطق التناسلية. وأسترسل في حدثيه أن اختلاف الأعراض بين سلالة 2022 و السلالة المتحورة أن الأولى كانت تصيب الأجهزة التناسلية في حين  الثاني يهم الجسم بأكمله . 
 
دعا إلى توفير الإمكانيات اللازمة للدول الأفريقية لتمكينها من إجراء الكشف المبكر والتشخيص والعلاج، بالإضافة إلى الحجر الصحي والتلقيح باستخدام المتاح من الموارد. وأشار إلى أن اللقاحات التي كانت متوفرة في أوروبا وأمريكا ساعدت في الحد من انتشار جدري القردة عام 2022، مؤكدا على ضرورة أن تستفيد إفريقيا من هذه اللقاحات أيضا
 
و خلص البروفيسور حمضي أن ظل التحديات الصحية الراهنة، برزت دعوات ملحة لتحرك وطني عاجل يهدف إلى حماية المواطنين وتعزيز جهود مهنيي الصحة في مواجهة الأوبئة
كما دعت الأصوات الوطنية الحكومة إلى المشاركة الفاعلة في الجهود الدولية لمحاصرة الأمراض داخل المناطق المتأثرة في الدول الأفريقية، مؤكدين أن المغرب، كغيره من الدول، معني بمواجهة هذه التحديات الصحية.
 

نجوى القاسمي صحافية باحثة في مجال التواصل حاصلة على… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 15 أغسطس/أوت 2024
في نفس الركن