آخر الأخبار

برلمان الطفل يحرج الحكومة بأسئلة حول التعليم والصحة


شهدت جلسة الدورة الوطنية لبرلمان الطفل للولاية 2025/2023، التي عُقدت بمجلس النواب يوم الأربعاء 20، نقاشًا استثنائيًا كشف عن وعي متقدم للأطفال البرلمانيين، حيث طرحوا أسئلة جريئة حاصرت الوزراء بقضايا شائكة تتعلق بحقوق الطفل، وانتقدوا بحدة استخدام اللغة الفرنسية بدلًا من العربية في المداخلات الحكومية.



وانطلقت الانتقادات بتساؤل طفلة برلمانية حول اختيار الوزراء استعمال الفرنسية رغم أن الدستور المغربي يُقرّ بالعربية والأمازيغية كلغتين رسميتين، ما اعتبرته تجاهلًا للهوية الوطنية،الوزير يونس السكوري، ردّ مبررًا الأمر بوجود مصطلحات تقنية تستدعي ذلك، إلا أن التبرير لم يُقنع الحضور، وترك علامات استفهام حول مدى الالتزام باللغة الرسمية.

وجائت الأسئلة التي وجهها الأطفال البرلمانيون بلغة عربية سليمة ودقيقة، وبرزت انتقادات واضحة لتجربة "مدارس الريادة"، حيث طالب الأطفال بضمان المساواة في الفرص التعليمية. 

وأوضح وزير التربية محمد سعد برادة، في ردّه، أن الحكومة تعتزم توسيع التجربة لتشمل جميع المدارس خلال السنوات المقبلة، مشيرًا إلى أنها تضم حاليًا 600 مدرسة رائدة و320 ألف مستفيد، مع التركيز على التحول الرقمي وتأهيل البنية التحتية.

وزير الصحة أمين التهراوي لم يكن بمنأى عن هذه المساءلة، حيث أثارت تساؤلات الأطفال حول الاهتمام بالصحة النفسية للأطفال، وخاصة في المدارس، وأشار الوزير إلى خطط الوزارة لإحداث مراكز تكوينية وخدمات استشارية متخصصة، لكنه لم يقدّم تفاصيل دقيقة عن مستوى التقدم في تنفيذ هذه البرامج، ما أثار استياء الأطفال البرلمانيين.

من الجدير بالذكر أن هذه الجلسة قد أبرزت قدرة الأطفال على تقديم رؤى واضحة وانتقادات حادة تعكس وعيًا عميقًا بقضايا التعليم والصحة والثقافة، حيث اعتبر الكثيرون بأن هذه الدورة تحمل رسائل تعكس ملامح جيل جديد يسعى إلى الممارسة الديمقراطية الفاعلة، ويطالب بشفافية الحكومات واحترام الهوية الوطنية، ما يجعل هذه المبادرة أكثر من مجرد تدريب للأطفال، بل فرصة لتحدي المسؤولين برؤية شبابية جريئة.


برلمان الطفل، انتقادات الوزراء، استخدام الفرنسية، حقوق الطفولة، الحكومة المغربية


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 21 نونبر 2024
في نفس الركن