ويتكون المشروع من ثلاثة محاور رئيسية، حيث يربط المحور الأول مدينة تيزنيت بمدينة كلميم على مسافة 114 كيلومتراً، وتم فتحه أمام حركة المرور بعد اكتمال جميع التجهيزات الضرورية مثل التشوير واللوحات الإرشادية.
المحور الثاني يمتد بين كلميم والعيون بطول 436 كيلومتراً، ويتميز بإنشاء العديد من القناطر التي تسهل عبور الوديان في هذه المنطقة ذات الطبيعة الصحراوية. أما المحور الثالث، فيربط مدينة العيون بمدينة الداخلة عبر مسافة 500 كيلومتر، مروراً بجسر الساقية الحمراء الذي يُعد إنجازاً هندسياً فريداً بطول 1700 متر، ما يجعله أطول جسر في المغرب.
يُعتبر المشروع استثماراً استراتيجياً بتكلفة إجمالية تفوق 9 مليارات درهم، ويهدف إلى تحقيق فوائد متعددة على المستويين المحلي والوطني. يتوقع أن يكون له تأثير مباشر في تشجيع الاستثمارات العامة والخاصة، وتحفيز النشاط الاقتصادي في الأقاليم الجنوبية، بما في ذلك دعم المقاولات المحلية وخلق فرص عمل جديدة. فعلى مستوى التشغيل، ساهم المشروع خلال مرحلة إنجازه في توفير ما يقارب 2.5 مليون يوم عمل، ومن المنتظر أن يوفر سنوياً بعد افتتاحه 30 ألف يوم عمل مباشر و150 ألف يوم عمل غير مباشر.
كما يسعى المشروع إلى تحسين مؤشرات السلامة الطرقية، وتقليل الزمن اللازم للسفر بين مدن الجنوب والشمال، ما يسهم في خفض تكاليف التنقل وزيادة كفاءة النقل التجاري. ويأتي هذا المشروع كجزء من رؤية تنموية شاملة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الوطنية، مع التركيز على دمج المناطق النائية وربطها بالمراكز الاقتصادية الكبرى.
ويُعد الطريق السريع بين تيزنيت والداخلة جسراً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعكس الإرادة الملكية في تحقيق نقلة نوعية في مستوى المعيشة بالمناطق الجنوبية. كما يعزز هذا المشروع مكانة المغرب كمحور لوجستي يربط بين أوروبا وإفريقيا، مما يفتح آفاقاً أوسع للتعاون الإقليمي والدولي.