وسيتم بحث هذا الملف خلال الدورة التاسعة عشرة العادية للجنة صون التراث الثقافي غير المادي، المزمع انعقادها في أسونسيون، عاصمة باراغواي، بين 2 و7 ديسمبر.
وقد استندت الدول المتقدمة بالملف إلى مبادرة انطلقت خلال موسم طانطان بالمغرب في يونيو 2019، حيث عبّرت منظمات المجتمع المدني عن رغبتها في إدراج الحناء ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، بالنظر إلى انتشار استخدامها عبر الأجيال وفي مختلف المناسبات الاجتماعية بين شرائح متعددة من المجتمعات.
ويشمل جدول أعمال الدورة دراسة 63 ملفاً قُدمت من 90 دولة، منها 58 عنصراً مرشحاً للقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي. وتعكس هذه القائمة اهتمام اليونسكو بحماية الممارسات الثقافية التقليدية، وتشجيع الحفاظ على التنوع الثقافي والاعتراف بقيمته بالنسبة للمجتمعات. تضم القائمة حالياً 611 عنصراً من 140 دولة، مما يعكس التزاماً متزايداً بحماية هذا التراث المشترك وضمان نقله إلى الأجيال القادمة.
ويعتبر إدراج الحناء فرصة لتعزيز الوعي العالمي بأهمية هذا العنصر التراثي ودوره في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين المجتمعات، كما يتيح هذا الاعتراف حماية الممارسات التقليدية المرتبطة بالحناء وضمان استدامتها، لا سيما في ظل التحديات التي يواجهها التراث الثقافي غير المادي.
يُذكر أن الحناء ليست مجرد زينة تقليدية، بل تعكس تنوعاً ثقافياً عميقاً بين الدول العربية، حيث تُستخدم في مختلف المناسبات الاجتماعية والدينية. يمثل إدراجها في القائمة التمثيلية خطوة إضافية نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال صون التراث، ودعوة للتفكير في أهمية هذه العناصر الثقافية كجسر للتفاهم الإنساني والتنوع.