آخر الأخبار

النقل والخدمات اللوجستية : تحديات القطاع تحت عدسة مكبرة للمهندسين


من الضروري أن يواجه قطاع النقل تحديا شديدا في السنوات الأخيرة ، وأن يمر بالكثير من الاضطرابات بسبب مزيج من عدة عوامل ، تتعلق أساسا بالاقتصاد العالمي الراكد في سياق أزمة الوباء ، علاوة على ذلك ، كان التعافي بعد الجائحة تحت ضغط طلب قوي ، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري . كما هزت الحرب في أوكرانيا سلاسل التوريد بشدة . بالإضافة إلى ذلك ، فإن التضخم المرتفع يترسخ ، مما يعطل مكونات القطاع .



وقد شكلت هذه السلسلة من الفعاليات تحديا حقيقيا لمرونة قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المملكة ، نظرا لدوره الحيوي في التنافسية والتنمية . ونتيجة لذلك ، فإن مناقشة مرونة القطاع في المغرب في مواجهة التحديات المتعددة التي تنشأ، تبدو مناسبة تماما في هذا الوقت .


وهكذا ، وبحضور محمد عبد الجليل ، وزير النقل واللوجستيك ، وكريم غلاب ، وزير النقل والتجهيز السابق ، وحكيم مراكشي ، نائب رئيس ASMEX ، والعديد من المهنيين في هذا القطاع ، نظمت رابطة المهندسين الاستقلاليين ، الأربعاء 26 أبريل ، مائدة مستديرة حول موضوع "النقل والخدمات اللوجستية: روافع التنافسية والتنمية" .



وقال عزيز هلالي ، رئيس رابطة المهندسين الاستقلاليين ، إن "القطاع أصبح ركيزة أساسية في الاستراتيجية الصناعية للمملكة ، التي تبرز اليوم في السوق العالمية ، ومن هنا تأتي الحاجة إلى مواجهة بعض التحديات الهيكلية حتى يتمكن المغرب من المضي قدما" ، مشيرا إلى الحاجة إلى التنسيق بين مختلف المنصات اللوجستية في المملكة لكسب القدرة التنافسية .



تحدي الطبقة الشغيلة
 
وقد تجلت مركزية قطاع النقل خلال هذه المائدة المستديرة ، لا سيما من خلال دوره في خلق فرص العمل . وردا على سؤال حول هذا الموضوع ، أشار وزير النقل إلى أنه "في المغرب ، يوظف قطاع النقل والخدمات اللوجستية حوالي 450 ألف شخص ، وهو رقم يمكن مقارنته بقطاع السيارات ، الذي بفضل حضوره القوي في المشهد الاقتصادي الوطني ، يوظف ما يقرب من 160 ألفا" .


وهذا يدل على الأهمية التي توليها الحكومة لتنفيذ مجموعة من التدابير للتغلب على فقدان الوظائف في القطاع خلال الوباء ، لا سيما في النقل الجوي ، الذي تضرر بشدة من الأزمة .


التحديات الرئيسية
 
وفيما يتعلق بالقضايا طويلة الأجل للقطاع ، سلط عبد الجليل الضوء على ثلاثة تحديات رئيسية . الأول هو الرقمنة ، بالنظر إلى أن الاقتصاد العالمي يتغير بسرعة ولا يمكن للمملكة أن تتخلف عن الانذماج في هذا السباق الدولي .


ثانيا ، يتعين على قطاع النقل التعامل مع الوضع الحالي ، باعتباره هو المستهلك الرئيسي للطاقة ، وأي زيادة في تكاليف الوقود تخاطر بمعاقبة السلسلة إلى حد كبير . في هذا السياق ، تعد إزالة الكربون هي التحدي الرئيسي للقطاع ، حيث سيتعين على شركات النقل في المستقبل القريب دفع ضرائب معدلة وفقا لمعدل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري .

بالإضافة إلى ذلك ، أظهرت الأزمات المتتالية التي مر بها المغرب ، مدى أهمية العمل على مرونة القطاع في مواجهة الاضطرابات .


ومع ذلك ، فإن المغرب لديه طموحات اقتصادية كبيرة ، وخاصة التجارية والصناعية ، وبالتالي فإن مواجهة هذه التحديات ليست رفاهية . ولكي تصل إلى كامل إمكاناتها ، ومن الضروري أن يكون لديها نظام لوجستي فعال ، مثل تلك الموجودة في البلدان المنافسة ، كما يقول كريم غلاب ، ويعطي مثالا على وجود المنتجات المغربية في السوق العالمية ، والتي يجب أن تكون قادرة على المنافسة من حيث الجودة والسعر .

 

وبهذا المعنى، "فإن النظام اللوجستي لبلد ما يغير الوضع تماما ، طالما أن له تأثيرا مباشرا على تكلفة المنتجات"، كما قال المحاور نفسه ، الذي يدعو إلى قطاع حديث يلبي طموحات المغرب .


دور الوزارة
 
وفي السياق نفسه ، شدد وزير النقل واللوجستيك على أهمية تعزيز وتطوير سلسلة توريد فعالة ، وهي مفتاح النجاح للاقتصاد الوطني . ومن ثم فإن وزارته ملتزمة بتنفيذ نموذج التنمية الجديد ، وفقا للتوجيهات الملكية السامية ، فضلا عن مختلف المشاريع الحكومية ذات الصلة .



وبالفعل ، تعتزم الوزارة المشرفة التدخل على ثلاثة مستويات : ضمان تطوير مجموعة من البنى التحتية الحديثة والمثلى ، وزيادة تحسين الربط الدولي والداخلي ، ودعم المتعاملين الوطنيين لتعزيز قدرتهم التنافسية .


ويرى عبد الجليل أن إرساء الحكامة الرشيدة هو في صلب هذه التدابير،  من أجل ضمان تنسيق أفضل بين مختلف الفاعلين العموميين والخصوصيين في القطاع .  


وتهدف هذه الإجراءات في نهاية المطاف إلى تحفيز النمو الاقتصادي وجذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز القدرة التنافسية للمغرب على الساحة الدولية من خلال خلق بيئة لوجستية فعالة وفعالة .

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 28 أبريل 2023
في نفس الركن