النزاهة التي كانت تقام في مدينة سلا كان يحج إليها كل المنشدين والشعراء من جميع أنحاء المغرب
من مدينة سلا ، مع الفنان محمد الكرومبي ، العاشق لفن الملحون والذي أعطى الكثير لهذا الفن الأصيل والذي كان له الفضل في تأسيس مجموعة من الجمعيات السلاوية الملحونية .
كلمة عن مسارك الفني بمدينة سلا؟
لما كان أبي عضوا في جوق الموسيقى الأندلسية بالاذاعة المغربية ، كنت أرافقه في هذه المهمة لأنه كان ضريرا وكنت أضطر لمرافقته إلى دار الإذاعة "radio maroc" في نهاية أربعينيات القرن الماضي ، وكان آنذاك رئيس الجوق الأستاذ محمد بن عبد الرحمان البارودي رغم تكوينه الموسيقي الأندلسي ، يعشق فن الملحون ويضيف لجانب جوقته منشدين لهذا الفن أمثال الحاج محمد بن غانم ، والحاج محمد بن سهباوي ، والحاج الناظم وغيرهم من شيوخ الملحون .
وبعد وفاة والدي ، التحقت بمعهد مولاي رشيد للموسيقى الأندلسية بالرباط ، بطلب من الأستاذ عبد الوهاب أكومي ، الذي كان يعرف والدي حق المعرفة ، وشجعني على مواكبة مسار والدي ، كنت آنذاك في وزارة التعليم ، وكان لدي الوقت الكافي للذهاب إلى المعهد وثم تعليمي وتكويني على يد شيوخ الملحون والفن الأندلسي أمثال السبيع ، الحاج عبد لكريم كديرة ، الحاج محمد الجعيدي .... وغيرهم من شيوخ هذا الفن .
مساء كل خميس كانت تنظم أمسيات فن الملحون ، وكنت أحضر هذه الأمسيات كهاو لفن الملحون ، كما شاركت في هذه الأمسيات كعازف لآلة العود ، حتى اشتغلت في مسرح محمد الخامس ، وطلب مني أن أؤطرهذه العملية وأن أكون فاعلا فيها عوض أن أكون مجرد هاو ، وتم ذلك في سنة 1980 بمشاركة أعمدة فن الملحون في مدينة سلا ، أمثال الحاج أحمد سهوم ، الحاج محمد بن سعيد ، الحاج محمد الناظم ، الحاج محمد بن غانم ، وطبعا الحاج إدريس بن المامون العلوي ، الذي أصبحت إحدى الجمعيات تحمل اسمه بعد أن توفي رحمه الله ، والذي ترأس أول جمعية أسست في منزله بمدينة سلا في شهر يناير 1980 بطلب من الإخوة أدم العلوي ابنه ، وعبد المجيد فنيش الباحث المسرحي والباحث في التراث المغربي ، والفنان المسرحي عبد الحق الزروالي ، والأخ شقرون ، حيث جاء كل هؤلاء إلى مكتبي بالمسرح وطلبوا مني أن أؤطر هذه الجمعية ، فكان التأسيس ثم قامت الجمعية بالإعداد عشر ملتقيات فنية سنوية كل شهر شعبان ، وكانت تعرف بحفلات شعبانة وهي آن والحمد الله مازالت قائمة على يد جمعية إدريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون التي ورثت الجمعية السابقة "جمعية النهضة لفن الملحون" وكان كذلك من بين المؤسسين الحاج عبد الله الحسوني ، هذا الرجل الذي يعتبر خزانا للملحوم بمدينة سلا ، وقد استعانة به أكاديمية المملكة المغربية لتوثيق وإصدار كل أعداد معلمة الملحون وأخرها معلمة الأستاذ والشاعر أحمد سهوم رحمه الله ، هذه الجمعية قامت كما قلت بتنظيم عشر ملتقيات وبتسجيل عشر حلقات من برنامج "في رحاب الملحون" بالتلفزة المغربية ، لكن مع الأسف هذه التسجيلات لم تعد تمرر على شاشة التلفزة مع أنها كانت أول مبادرة من الجمعية السلاوية لنهضة الملحون ، لحفظ هذا التراث وأصدرت أول مجلة سميت بجمعية النهضة ، ولازالت هناك الأعداد العشرة التي ثم طبعها بالمسرح الوطني محمد الخامس ، هذه المجلة لازالت موجودة الآن في المكتبة الوطنية التي كنا نرسل إليها كل خمسة أعداد من كل عدد يصدر ، والتي كانت تعتبر بمثابة مصدر للطلبة الاستفادة منها لإتمام أطروحاتهم للحصول على الدكتوراه .
النزاهة التي كانت تقام في مدينة سلا كان يحج إليها كل المنشدين والشعراء من جميع أنحاء المغرب قبل أن يتم تأسيس ملتقى سجل ماسة من وزارة الثقافة ، فكانت هذه المبادرة من الجمعية السلاوية لنهضة الملحون ، حافزا لوزارة الثقافة لتأسيس هذا الملتقى الذي شاركت فيه الجمعية من الناحية الموسيقية بجوقها برئاسة الحاج محمد بن سعيد و من الناحية الفكرية بالندوات والمحاضرات برئاستي وبرئاسة الأستاذ والباحث عبد لمجيد فنيش ، والأستاذ أحمد سهوم ، والأخ عبد الله الحسوني رحمه الله .
هذه الندوات كان لها مفعولا مهما في إثراء البحث وتشجيع المتعاطين لهذا الفن بتوثيق مداخلاتهم.
متابعة : سارة البوفي
لقراءة الجزء الأول والثاني من ملف الملحون أنقر هنا
كلمة عن مسارك الفني بمدينة سلا؟
لما كان أبي عضوا في جوق الموسيقى الأندلسية بالاذاعة المغربية ، كنت أرافقه في هذه المهمة لأنه كان ضريرا وكنت أضطر لمرافقته إلى دار الإذاعة "radio maroc" في نهاية أربعينيات القرن الماضي ، وكان آنذاك رئيس الجوق الأستاذ محمد بن عبد الرحمان البارودي رغم تكوينه الموسيقي الأندلسي ، يعشق فن الملحون ويضيف لجانب جوقته منشدين لهذا الفن أمثال الحاج محمد بن غانم ، والحاج محمد بن سهباوي ، والحاج الناظم وغيرهم من شيوخ الملحون .
وبعد وفاة والدي ، التحقت بمعهد مولاي رشيد للموسيقى الأندلسية بالرباط ، بطلب من الأستاذ عبد الوهاب أكومي ، الذي كان يعرف والدي حق المعرفة ، وشجعني على مواكبة مسار والدي ، كنت آنذاك في وزارة التعليم ، وكان لدي الوقت الكافي للذهاب إلى المعهد وثم تعليمي وتكويني على يد شيوخ الملحون والفن الأندلسي أمثال السبيع ، الحاج عبد لكريم كديرة ، الحاج محمد الجعيدي .... وغيرهم من شيوخ هذا الفن .
مساء كل خميس كانت تنظم أمسيات فن الملحون ، وكنت أحضر هذه الأمسيات كهاو لفن الملحون ، كما شاركت في هذه الأمسيات كعازف لآلة العود ، حتى اشتغلت في مسرح محمد الخامس ، وطلب مني أن أؤطرهذه العملية وأن أكون فاعلا فيها عوض أن أكون مجرد هاو ، وتم ذلك في سنة 1980 بمشاركة أعمدة فن الملحون في مدينة سلا ، أمثال الحاج أحمد سهوم ، الحاج محمد بن سعيد ، الحاج محمد الناظم ، الحاج محمد بن غانم ، وطبعا الحاج إدريس بن المامون العلوي ، الذي أصبحت إحدى الجمعيات تحمل اسمه بعد أن توفي رحمه الله ، والذي ترأس أول جمعية أسست في منزله بمدينة سلا في شهر يناير 1980 بطلب من الإخوة أدم العلوي ابنه ، وعبد المجيد فنيش الباحث المسرحي والباحث في التراث المغربي ، والفنان المسرحي عبد الحق الزروالي ، والأخ شقرون ، حيث جاء كل هؤلاء إلى مكتبي بالمسرح وطلبوا مني أن أؤطر هذه الجمعية ، فكان التأسيس ثم قامت الجمعية بالإعداد عشر ملتقيات فنية سنوية كل شهر شعبان ، وكانت تعرف بحفلات شعبانة وهي آن والحمد الله مازالت قائمة على يد جمعية إدريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون التي ورثت الجمعية السابقة "جمعية النهضة لفن الملحون" وكان كذلك من بين المؤسسين الحاج عبد الله الحسوني ، هذا الرجل الذي يعتبر خزانا للملحوم بمدينة سلا ، وقد استعانة به أكاديمية المملكة المغربية لتوثيق وإصدار كل أعداد معلمة الملحون وأخرها معلمة الأستاذ والشاعر أحمد سهوم رحمه الله ، هذه الجمعية قامت كما قلت بتنظيم عشر ملتقيات وبتسجيل عشر حلقات من برنامج "في رحاب الملحون" بالتلفزة المغربية ، لكن مع الأسف هذه التسجيلات لم تعد تمرر على شاشة التلفزة مع أنها كانت أول مبادرة من الجمعية السلاوية لنهضة الملحون ، لحفظ هذا التراث وأصدرت أول مجلة سميت بجمعية النهضة ، ولازالت هناك الأعداد العشرة التي ثم طبعها بالمسرح الوطني محمد الخامس ، هذه المجلة لازالت موجودة الآن في المكتبة الوطنية التي كنا نرسل إليها كل خمسة أعداد من كل عدد يصدر ، والتي كانت تعتبر بمثابة مصدر للطلبة الاستفادة منها لإتمام أطروحاتهم للحصول على الدكتوراه .
النزاهة التي كانت تقام في مدينة سلا كان يحج إليها كل المنشدين والشعراء من جميع أنحاء المغرب قبل أن يتم تأسيس ملتقى سجل ماسة من وزارة الثقافة ، فكانت هذه المبادرة من الجمعية السلاوية لنهضة الملحون ، حافزا لوزارة الثقافة لتأسيس هذا الملتقى الذي شاركت فيه الجمعية من الناحية الموسيقية بجوقها برئاسة الحاج محمد بن سعيد و من الناحية الفكرية بالندوات والمحاضرات برئاستي وبرئاسة الأستاذ والباحث عبد لمجيد فنيش ، والأستاذ أحمد سهوم ، والأخ عبد الله الحسوني رحمه الله .
هذه الندوات كان لها مفعولا مهما في إثراء البحث وتشجيع المتعاطين لهذا الفن بتوثيق مداخلاتهم.
متابعة : سارة البوفي
لقراءة الجزء الأول والثاني من ملف الملحون أنقر هنا