هي أخواتها

المغربية أمينة كرم تترأس أكبر شركة بألمانيا


من نفق في مصر إلى خط S-Bahn الألماني، هكذا بدأت المهندسة المغربية أمينة كرم مسيرتها في مجال هندسة الأنفاق الذي كان حكرا على الرجال.

فمنذ سنة 2015 إلى 2018 ، أشرفت هذه المهندسة المغربية على بناء نفق بور سعيد ، لتصبح بعد ذلك مديرة لمشروع يُعتبر من أكبر مشاريع السكك الحديدية في ألمانيا ، والذي سيتم الانتهاء منه بحلول عام 2028 على أبعد تقدير ، رابطاً بين هامبورغ مع Bad Oldesloe .



هاجر الرفاعي

“ أشعر بأنني جاهزة للتحدي الذي يمثله مشروع مثل S4 ″ ، تقول كرم في المبنى الإداري للشركة في سيتي ساوث ، مضيفة أن هناك توقعات عالية بأن S4 سيعزز النقل المحلي في منطقة هامبورغ الحضرية، بكلفة  تبلغ 1.85 مليار يورو .
 

المهندسة أمينة كرم تشرف الآن على ما يقارب 3 آلاف عامل ، وسبق لها أن اشتغلت في مشاريع عالمية للأنفاق والسكك في كل من مصر والجزائر ، وتقول أمينة في هذا الصدد إنه بعد عناء طويل من التخطيط ، استطاعت أن تبدأ بناء المشروع في وسط مدينة هامبورغ، والآن تراه على أرض الواقع، وهو أمر يبعث للفرح والفخر .
 

وبخصوص عملها في عدة بلدان عربية وأوروبية ، أكدت المهندسة المغربية أنها تشعر بنفس الإحساس في مكان العمل ، فهي ترتدي نفس السترة ونفس الخوذة ، لكن الأمر يختلف في العادات والتقاليد حسب كل بلد ، ففي ألمانيا مثلا ، تعتبر أمينة أن هناك بيروقراطية وديمقراطية أكثر ؛ وفيما يتعلق بالتواصل بينها وبين العاملين ، فهي دائما ما تكون حازمة في قراراتها ، لأن حبها لهندسة الأنفاق أتى من والدها المتوفى ، والذي كان يقول دائماً إنه على الإنسان أن يقوم بشيء صعب جدا ليكون ناجحا في حياته .

 

وبخصوص المشروع الذي اشتغلت فيه بقناة السويس في مصر ، تقول كرم إنها تحب التحدي والمغامرة ، ولم يكن لديها أي تخوف ، رغم أن مكان عملها في مصر قريب من تنظيم داعش الإرهابي ، ففي نظرها الوصول للهدف كان أقوى من الخوف .
 

وفي صباها ، كانت أمينة كرم الفتاة الوحيدة في فصلها الدراسي بين أربعة عشر طالبا من الذكور ، ودائما ما كانت تتعرض لمضايقات من زملائها في الفصل ، كونها فتاة وتخصصت في هندسة الأنفاق التي تعتبر صعبة ومتعبة ، لكنها اعتبرت كل ما عايشته في سنوات دراستها تحفيزا ، وتجاوزت به العديد من التحديات .
 

في البداية ، كانت كرم ستذهب للدراسة في أمريكا ، لكن مرض والدها وظروفهم آنذاك لم تسمح بذلك ، فقررت السفر إلى ألمانيا لأنها ستتمكن من الدراسة والعمل في نفس الوقت لتعيل أسرتها ونفسها ، فقد عملت خلال مشوارها الدراسي في التنظيف وفي المطاعم وغيرها ، ولا تخجل من ذلك ، بل تفتخر بكل ما استطاعت تجاوزه بفضل المثابرة وروح التحدي .

المصدر : مجلة فرح 


سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 21 دجنبر 2022
في نفس الركن