هذا الرقم يتجاوز الرقم القياسي الذي تم تسجيله في سنة 2023 بالكامل، ويعكس الجاذبية المستمرة للمغرب كوجهة سياحية عالمية،وقد تم الإعلان عن ذلك خلال حدث رسمي في مدينة الداخلة، حيث تم التوقيع على اتفاقية بين المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الطيران "ريان إير" لإطلاق خطوط جوية جديدة تربط الداخلة بكل من مدريد ولانزاروتي، وهو ما يعزز البنية التحتية للسياحة في المغرب.
وقد أشارت الوزيرة إلى أن هذا الأداء الاستثنائي تحقق بفضل الاستراتيجية الوطنية التي تم اعتمادها ضمن خارطة طريق السياحة للفترة من 2023 إلى 2026، وهي خطة تهدف إلى تعزيز قدرة القطاع على التكيف والنمو، وجذب المزيد من السياح على المدى الطويل.
وأشارت الوزيرة إلى أن هذا النمو في عدد السياح ليس فقط نتيجة للظروف الإقليمية والدولية، بل هو ثمرة الجهود المستمرة التي بذلتها الحكومة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكدت الوزيرة أن السياحة في المغرب قد شهدت تحسنًا ملحوظًا على مستوى الجذب السياحي الأجنبي والمغاربة المقيمين في الخارج، حيث حققت زيادة بنسبة 22% في عدد السياح الأجانب، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 16% في عدد المغاربة المقيمين في الخارج.
كما أبدت فاطمة الزهراء عمور اهتمامًا خاصًا بتطور السياحة في الداخلة، التي أصبحت واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية، لا سيما في مجال الرياضات المائية.
وقد شهدت المدينة، حسب الإحصاءات، زيادة بنسبة 26% في عدد ليالي المبيت حتى شهر شتنبر 2024، ما يعكس الإقبال المتزايد على هذه الوجهة، وبالإضافة إلى ذلك، حققت الداخلة أيضًا ارتفاعًا في معدل إشغال الفنادق بنسبة 7 نقاط، حيث وصلت نسبة ملء الفنادق إلى 40%.
ويعد هذا التطور جزءًا من خطة الحكومة لتحفيز التنمية السياحية في المدن الجنوبية من خلال تحسين البنية التحتية وتطوير تجربة السياح.
إضافة إلى ذلك، فإن النقل الجوي يلعب دورًا أساسيًا في دعم هذا النمو السياحي، حيث تم تسجيل زيادة بنسبة 30% في عدد المقاعد الجوية المخصصة للداخلة في عام 2024 مقارنة بالعام السابق.
وأشارت الوزيرة إلى أن الداخلة قد أصبحت الآن تتمتع بربط جوي منتظم مع العديد من المدن الأوروبية، بما في ذلك باريس ومدريد، وذلك عبر شركات طيران متعددة، بما فيها "الخطوط الملكية المغربية" و"ترانسافيا" و"ريان إير".
ومع بدء تشغيل رحلات جديدة إلى مدريد ولانزاروتي في يناير 2025، من المتوقع أن يشهد عدد المقاعد الجوية زيادة إضافية بنسبة 50%، مما سيسهم بشكل كبير في تعزيز قدرة المدينة على استقبال السياح من مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، فإن المغرب يسعى إلى تحقيق المزيد من الشراكات الاستراتيجية مع شركات الطيران الكبرى، حيث قامت شركة "ريان إير" بتوفير حوالي 5.6 مليون مقعد جوي للمغاربة في عام 2024، مع تخصيص 500,000 مقعد للمسافرين الداخليين، وهو ما يعد زيادة بنسبة 37% مقارنة مع عام 2023.
إلى جانب ذلك، أكدت فاطمة الزهراء عمور أن المغرب يواصل التزامه بتطوير قطاع السياحة بشكل مستدام، مشيرة إلى أن الحكومة تضع في أولوياتها تحسين جودة الخدمات السياحية وتعزيز البنية التحتية لضمان تجربة سياحية مميزة للزوار. وأشادت الوزيرة بدور السياحة في دعم الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن المغرب يطمح للوصول إلى المزيد من الأسواق السياحية العالمية، خاصة في إفريقيا وآسيا، بهدف تعزيز موقعه كوجهة سياحية متميزة على الساحة الدولية.
وفي ختام حديثها، أكدت عمور أن هذا الإنجاز الاستثنائي يُعد دليلاً قاطعًا على أن المغرب يُمثل وجهة لا غنى عنها في الساحة السياحية العالمية،وأضافت أن المملكة، بفضل تنوعها الطبيعي والثقافي، تقدم مجموعة واسعة من التجارب السياحية الفريدة التي تلبي احتياجات مختلف أنواع السياح، ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة