وستعرف هذه المناورات تدريبات عسكرية بحرية في مرحلتين أساسيتين، الأولى ستبدأ انطلاقا من ميناء الدار البيضاء، حيث تلتقي وحدات من الأسطول البحري الفرنسي بنظيرتها المغربية، أما المرحلة الثانية فستشهد انتقال التدريبات بشكل معمق في بحر البوران على طول الساحل المتوسطي للمغرب
وستتضمن هذه الدورة لأول مرة تدريبات على مكافحة الغواصات، مما يعكس الرغبة المشتركة بين فرنسا والمغرب في تعزيز التعاون العسكري، خاصة وأن كلا البلدين يمتلكان قدرات في مجال مكافحة الغواصات العسكرية
وتؤكد المناورات البحرية بين المغرب وفرنسا أن التعاون العسكري بين البلدين لم يعد يقتصر على الجوانب التقنية أو العملياتية فحسب، بل بات يعبر عن رؤية استراتيجية مشتركة تستوعب التحولات الجيوسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويبرز هذا التعاون إدراكًا متزايدًا لأهمية تجديد الشراكة الثنائية، لا سيما بعد تجاوز الخلافات الدبلوماسية التي دامت لأكثر من عامين
وتأتي هذه المناورات في إطار سعي المغرب إلى تعزيز قدراته البحرية وترسيخ مكانته كقوة إقليمية فاعلة، قادرة على إحداث توازن استراتيجي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وتعكس هذه الخطوات رؤية إستراتيجية تهدف إلى دعم الاستقرار في منطقة ذات أهمية حيوية، ليس فقط لأمن المغرب، بل لأمن أوروبا والعالم بأسره
من الجدير بالذكر أن السفارة الفرنسية في الرباط، قد أعلنت الشهر الماضي، عن انطلاق فصل جديد من التعاون العسكري مع المغرب تحت عنوان "التجديد"،وذكرت أن ممثلين من الفروع الثلاثة للقوات المسلحة الفرنسية (البرية، الجوية، والبحرية) قد بدأوا مهامهم هذا الصيف، سواء في الملحقة العسكرية للسفارة أو في وحدات القوات المسلحة الملكية
ويعكس هذا التنوع في البعثات العسكرية قوة الترابط بين البلدين، ويساهم في تعزيز القدرة على التشغيل المشترك بين القوات والمعدات العسكرية لكلا الجيشين، بما يحقق الفائدة المشتركة للجانبين ويعزز التعاون الدفاعي