فن وفكر

المغرب عراقة يشهد لها التاريخ..المدينة التي انبعثت من تحت الأرض


عراقة المغرب و أصالته، يبرهنها التاريخ، وتشهد بها الحفريات و الآثار، يكفي أن انسان "ايغود" الذي يعد حتى الان أقدم اكتشاف للانسان العاقل في كل العالم وجد في بلدنا، أثار الأقدام المكتشفة في شاطئ العرائش دليل اخر هام على هذا القدم الازلي للتاريخ البشري على الخريطة المغربية، المدينة الرمانية وليلي، كهف الحمام بتافوغالت، في حيث اكتشف مجموعة جديدة من الحلي تعتبر الأقدم في العالم، وأقدم الجينات التي يبلغ عمرها 15 ألف سنة.



وكذا مقبرة وسط غربي المغرب يعود تاريخها إلى ما قبل خمسة آلاف سنة، حيث وجد داخل كهف قريب من مدينة الخميسات حوالي 80 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة الرباط- على ستة هياكل عظمية بشرية، والعديد من الأدوات المصنوعة من عظام الحيوانات، وقطع من الفخار جرسية الشكل، الأول من نوعه في تاريخ الاكتشافات الأثرية بشمال إفريقيا" لأنه مكن من العثور لأول مرة على هياكل عظمية بشرية لإنسان عاش ما يسمى "حضارة الفخار الجرسي الشكل" (الكومبانيفورم) في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط. 

 دون أن ننسى ذكر مغارة هرقل هي مغارة تقع في مدينة طنجة بشمال المغرب، والتي تمتد  على مسافة ثلاثين مترا في بطن الجبل، ونسجت حول المغارة عشرات الأساطير التي تعود معظمها إلى الثقافة الإغريقية. 

 هذا ليس كل شيء، بل لازال المغرب، يذكرنا كل مرة بعراقته وأصالته، اليوم اكتشف باحثو مرحز الآثار مدينة بأكملها، مدينة انبعثت من تحت الأرض”، حسب وصف عالم الآثار عبد الجليل بوزوكار. 

 و هو اكتشاف أثري مهم أميط الستار، بمحيط موقع “شالة” التاريخي في العاصمة الرباط، بعدما وجد علماء آثار مغاربة في بحث انطلق شهر أبريل من سنة2023، وتضم حماما رومانيا هو الأكبر بالبلاد، ومدفنا، ومكانا للطقوس الدينية، وتمثالا رومانية يعود إلى الفترة ما قبل المسيحية، فضلا عن زخرفات وأرضيات مرصّعة بالطريقة الرومانية. 


 هذه الخطوة الجديدة في التعرف على تاريخ المغرب القديم، ارتقت بشالة إلى مرتبة متقدمة ضمن أهم المواقع الأثرية المغربية، وحظيت بدعم كبير من وزارة الثقافة حتى يستمر أطر المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في التنقيب بالموقع لمدة قد تصل إلى 15 سنة. 

 هذا الاكتشاف “سيغيّر وجه السياحة الأركيولوجية والثقافية بالرباط”. واكتشف علماء الاثار والطلبة الباحثون في سلك الدكتوراه بالمعهد الوطني للآثار جدرانا تحيط بالمدينة وتحميها، وحماما عموميا، علما أنه في العهد الروماني لم يكن يؤدي وظيفة الاستحمام فقط، بل كان مكانا للاستراحة والحديث في السياسة والثقافة والفلسفة، وهو ما يفسّر مدى العناية بتجميله. 

 هذه الأبحاث تهمّ أيضا البحث عن أثر الفينيقيين الذين تتحدث النصوص التاريخية عن حضورهم بشالة، و”لا ندخر جهدا في إيجاد آثار هذا، لأن له أهمية علمية في تراثنا الأركيولوجي”. 

 منطقة شالة ، اصبحت بفضل هذا الاكتشاف، المنطقة الثالثة في الأهمية على مستوى المغرب القديم، بعدما تم اكتشاف أكبر حمام روماني بالمغرب، والذي يتميز بتصميم خاص مبني على مبدأ التماثل، الذي كان في الحمامات الإمبراطورية الرومانية، وبه الكثير من قطع الصباغات الجدارية، و الذي سيمكن من إعادة التعرف على زخارف كل الغرف، كما عثر على قطع تنتمي لتماثيل متعددة”. 

 الحمام الروماني متعدد الفضاءات، وكان فضاء للالتقاء والنقاش والاسترخاء والرياضة، وارتاده الرومان والموريون الذين ترَوْمَنوا مع الوقت”. هذا الموقع، حسب علماء امعهد الوطني للتراث والآثار، لا يقتصر على “الفترة المورية الرومانية فقط، بل تحته يمكن أن يكون استيطان أقدم يرجع على الأقل إلى القرن الأول قبل الميلاد، فمن الممكن أن المنطقة كانت مسكونة من قبل”. 

و لازالت المنطقة خاصة، والمملكة عموما، تعد بالكثير من الاكتشافات والمفاجآت التاريخية التي تؤكد بالحفريات والاكتشافات الأثرية والتاريخية أن المغرب ليس وليد اتفاقية او تقسيم استعماري، بل هو بلد يحتدى به ويستشهد بحفرياته في البحث الاركيولوجي، على المستوى العالمي والدولي.
حرر من طرف: أمل الهواري.




الأربعاء 28 فبراير 2024
في نفس الركن