كتاب الرأي

اللغة و التعليم والحروب ورغبة التحرر لدى الشعوب




        
<< ما عساها تنفيد انتفاضة فريسة بين براثن و فكي الافتراس؟!!! >>

 إن مشكل اللغة و الهوية عموما  ليس بالأساس تأطيرا ثقافيا محضا. و ليس أيديولوجيا بالمعنى الفضفاض إنما هو صراع مزمن بين التبعية و التحرر بين الاستعمار المستمر رابضا بكلكله الاقتصادي و السياسي و الثقافي على مقدرات الشعوب و بين الرغبة اللا منقطعة لهذه الشعوب في الاستقلال و التحرر لتتمكن من تذبير شؤونها الوطنية و المحلية بكامل السيادة على بلدانها و قراراتها و ثرواتها...                     

 مما يستلزم عدم الانسياق لفخ حروب زمننا الرديء.
ليس الأصل فيها مبرراتها الدينية و السياسية،...  إنما الأصل فيها هو صناعة رأس المال الليبرالي المعاصر الجشع المتوحش للأسلحة الهجومية الفتاكة بكل أنواعها، ( النارية و البيولوجية و الإعلامية الثقافية و الإلكترونية و تزوير الحقائق و التاريخ )، زيادة عن اللزوم و شيطنة تسويقها الاستعماري الإمبريالي اللا إنساني، لضمان استمرار نهبه خيرات المستعمرات القديمة و الجديدة و استمرار ضعف و تخلف و قهر شعوبها تفقيرا و تجهيلا و إبادة و مسحا للأدمغة و الهويات الوطنية و استقطابا أكثر لعملاء الاستبداد و الخونة المنبطحين المرتشين...

.  و حيث أن الإمبرياليين الأقوياء لا و لن يستأمنوا بعضهم بعضا فهم  دائمي التوجس و التربص و منشغلون استراتيجيا بمعداة الضعفاء و استغلالهم حد الإبادة

.  فالأمل ضروري لاستمرار الصمود، لكن التغيير يتطلب فكريا و ميدانيا عملا جبارا و حثيثا على مستوى البنيات و القواعد بتوءدة و إلحاح و استمرار...

.  و من ثمةمشكلة التعليم عندنا تكمن في اعتباره سياسيا قطاعا اجتماعيا يراد تدبيره بعقلية تجارية مقاولاتية، في حين أنه قطاع سيادي و استراتيجي. مجتمعي مرتبط ببناء الإنسان و المجتمع الذي نريده في الأمد البعيد...

.  فإنه، ( مع غياب تنزيل الأنظمة الإجرائية للقوانين العامة الدستورية و تفشي اقتصاد الريع و تعطيل المراقبة على المال العام و عدم ربط مجال الأعمال بمتطلبات التنمية البشرية )، قد يتساوى المعقول و اللامعقول و يتساوى ما هو اجتماعي ظرفي و ما هو استراتيجي سيادي مجتمعي بعيد الأمد في كفة واحدة عند المنتفعين عباد المال و الريع و الجشع '-- المؤثرين في القرار -- فتتفاقم الأوضاع العامة بتراجع النمو و ارتفاع نسبة البطالة و اتساع هوامش الفقر و الهشاشة بتخلف درجة التنمية البشرية و تراجعها سلمها إلى الشعوائية و  الحضيض...

.  أما في البلاد الديموقراطية ذات الأنظمة الاجتماعية و المراقبة و ربط المسؤولية بالمحاسبة تكون الخوصصة لفائدة برجوازية وطنية أو شركات أجنبية بناء على دفاتر شروط ملتزمة بمواصفات صارمة و دقيقة، تجعل منها موضوعيا و عقلانيا عامل نمو اقتصادي و اجتماعي و مجتمعي في آن واحد.
.                              
. بالمناسبة تقرؤون فيما يلي 
قصيدة شعرية تحت عنوان:

.                  <<  هياكل المصيف >< 
                                              
الصغار يلعبون 
على شاطئ الزمن
يمرحون 
يركضون 
و يضحكون
على شاطئ الزمن
بعد حين و حين
مويجات شاردة بعد جزر المياه
بعد  حين و حين
تذاعب أقدام و صيحات نشوة الصغار 
                                               
الشمس مائلة أصيلا يناديها الغروب 
ظلال غيمات صيف هائمات
و مويجات مد شاردة 
رداد منعش عليل
و نسمات مفعمة بعطر أعماق البحر

الصغار متحلقون على الرمل المبلل عصرا
كبيرهم ينحث الرمل المبلل قصرا
بعد حين و حين
مويجات شاردة على شاطئ الخيال
تقترب من أقدام الصغار في خجل و احتشام
يتأملون قصرهم و كبيرهم فارس الأحلام
يتحلقون حوله باندهاش و افتخار
رحلة خيال تجوب بهم أساطير زمان                                                       

أميرة الهيكل و اللؤلؤ و المرجان 
فتنة الشباب
فارس أحلام
يرتدي سلهاما في لون السما
يمتطي جوادا أدهما
شاهرا حساما لامعا يخطف الأبصار 
يزأر و  يصيح فوق صهيل خيل
يرابع كالسيل جارفا
يطارد ساحرات و وحوش
يهزم الشيطان
يهزم جنود سلطان الجان
يتعقب أشباحا تسكن رعبا عالم الغيلان
بين دهاليز القصور 
و أسرار هيكل الهوى المغمور
                                                      
الصغار تائهون..
مفتنون حائرون
أفارس همام
أم دمية أفلام 《الكارطون 》
أحقا هيكل الهوى المغمور
أم دجل و << كومبارس >>  يتفرجون
فارس أوهام
خرافات تذهل العالم و أساطير
                                                          
على حين غرة 
مويجة شاردة تغمر أجسادا صغارا
مويجة ماردة 
على حين غرة 
كأن هيكل الصغار منذ أقدم الأزمان.. ما كان
كم هياكل أحلام تهوى على شواطئ الزمن
تصير على حين غرة هباءا.. رمالا
بين قصور الشواطئ يتراكم الزمن
كثبان رمل مبلل 
و حكايات غرام سابحات كالغمام
قصور أوهام مشيدة 
و إنغمار عنيد
على قوارع شغب و حلم جميل
 بقايا مويجات تداري جفاف الرمل 
تذاعب شغبا أقدام الصغار.. و الكبار
و تهدم  من سنين قصورا من هوى الأحلام 
قصورا من شغب الصبا و الصبيان


  بقلم: علي تونسي

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 27 ماي 2024
في نفس الركن