مختصرات فن وفكر

اللغات في المغرب: بين تعزيز الهوية والانفتاح على العالمية


الجدل المستمر حول مكانة اللغات في المغرب وسط دعوات لتعزيز استخدام اللغتين الرسميتين، العربية والأمازيغية، والانفتاح على الإنجليزية باعتبارها لغة المستقبل. في ظل هذا السياق، تكشف الإحصاءات عن استمرارية الحضور القوي للغة الفرنسية في البلاد، حيث يُبرز موقع المغرب ضمن قائمة الدول العشر الأوائل عالميًا من حيث عدد الناطقين بالفرنسية.



هذا الوضع يعكس الإرث التاريخي والثقافي الذي لعبت فيه الفترة الاستعمارية دورًا كبيرًا في ترسيخ الفرنسية كلغة للتواصل والتعليم والإدارة. واليوم، تُظهر الأرقام أن حوالي 13.5 مليون مغربي يتحدثون الفرنسية، ما يعكس تكامل اللغة الفرنسية مع المشهد اللغوي المغربي إلى حد كبير، رغم النقاش المتزايد حول ضرورة تعزيز الهويات اللغوية الوطنية.

من المثير للاهتمام أن المغرب يتفوق على دول مثل ألمانيا وكندا في تصنيف "ستاتيستا" من حيث عدد المتحدثين بالفرنسية، مما يبرز مدى انتشار اللغة في مجموعة واسعة من المجالات الاجتماعية والاقتصادية. ومع ذلك، يبقى السؤال قائمًا حول كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على هذا الإرث اللغوي والانفتاح على لغات أخرى، خاصةً الإنجليزية التي تزداد أهميتها عالميًا، وبين تمكين اللغتين العربية والأمازيغية كركيزتين للهوية الوطنية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 27 مارس 2025
في نفس الركن