وأوضح المسؤول الإسرائيلي في حديث للوكالة الرسمية “ لاماب ” ، اليوم الثلاثاء ، بمناسبة انعقاد مؤتمر المناخ بشرم الشيخ (6-18 نونبر 2022) أن إسرائيل تمتلك تكنولوجيا متقدمة في مجالات لها ارتباط وثيق بالعمل المناخي ، مثل الزراعة والتكنولوجيا والنقل والبنى التحتية وتحلية المياه ، وعلى استعداد لتتقاسمها مع دول المنطقة، من ضمنها المغرب .
ودعا في هذا الصدد هذه الدول للعمل معا من أجل تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ ومواجهة آثاره ، لافتا إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهدا جماعيا منسقا وتشاركيا تنخرط فه كافة الأطراف .
وبعد أن ذكر بأن العالم يعيش اليوم مظاهر مناخية وكوارث طبيعية معقدة وحادة نتيجة التغيرات المناخية ، من فياضانات وموجات جفاف وحرائق غابات وتصحر وارتفاع درجات الحرارة ، حذر المسؤول الإسرائيلي من أن الوضع سيزداد سوءا وتعقيدا بسبب مشكلة المياه التي قد تؤدي ندرتها إلى نشوب نزاعات لا تقل ضراوة عن تأثيرات التغيرات المناخية .
ودعا للاستفادة من التجربة الاسرائيلية في مجال ترشيد استعمال المياه لأغراض الري والشرب والاستهلاك المنزلي ، وكذا في مجال إعادة استعمال المياه العادمة ، مبديا استعداد إسرائيل لوضع خبرتها في هذا المجال رهن إشارة الدول الافريقية ودول الشرق الاوسط وشمال افريقيا .
وشدد على أن العالم اليوم أمام اختبار كبير يضع على المحك مدى جدية الإرادة الدولية في التقليص من الانبعاثات وتنفيذ إجراءات التصدي للتغيرات المناخية والوفاء بالالتزامات والتعهدات بهذا الشأن .
وذكر المتحدث الإسرائيلي من جهة أخرى بأن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل اعطى نفسا جديدا للسلام ، مذكرا بأن إسرائيل تأوي ما يناهز مليون من اليهود المنحذرين من أصول مغربية ، ما زالت تربطهم ببلدهم الأم روابط تاريخية ووجدانية عميقة .
وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت تكثيفا لتبادل الزيارات الرسمية بين مسؤولي ووفود البلدين في مجالات عدة، أبرزها الاقتصاد والنقل والسياحة والتكنولوجيا والبحث العلمي والتعليم والصناعة .
وفي نفس السياق ، قال المبعوث الإسرائيلي الخاص لقضايا المناخ والتغيرات المناخة بوزارة الخارجية الاسرائيلية جدعون بحار ، إن مؤتمر شرم الشيخ للمناخ يكتسي أهمية كبيرة ، معبرا عن الامل في أن تؤدي المفاوضات الجارية إلى حلول عملية للتصدي لقضايا تغير المناخ .
ودعا لتعاون واسع وشامل بين دول المنطقة وتبادل الخبرات والتجارب من أجل تصدي جماعي ناجع وفعال للمشاكل والتحديات المرتبطة بالبيئة والمناخ ، مشيرا إلى ان بلاده راكمت في هذا الصدد تجارب واكتسبت معارف تتطلع لتقاسمها مع دول الجوار .
وعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون القائم بين المغرب واسرائيل في مجالات البحث العلمي والطاقة والتكنولوجيا ، داعيا القطاع الخاص بالبلدين للانخراط في هذه الدينامية التي فتحت آفاقا واعدة للتعاون الثنائي .
أما مدير معهد وادي عربة للدراسات البيئية (arava institute) ) طارق أبو حامد ، فسجل أن الطاقة المتجددة تعتبر من أفضل الحلول لمواجهة التغيرات المناخية مشددا على أنه “ لا يمكننا مكافحة تغير المناخ بشكل فعال إلا من خلال الجهود المشتركة ” .
وذكر أن بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا تعتبر من بين أعلى البلدان في العالم التي تتعرض للاشعاع الشمسي ، وبالتالي تتوفر على مؤهلات مهمة للاستثمار في الطاقات المتجددة .
وقال إن الشراكة الدولية توفر إطارا فعالا وتعتبر الحل الوحيد للتصدي بشكل مشترك للتحديات الحالية لانتقال الطاقة ، لافتا الى ان التعاون بين معاهد بحثية مغربية وإسرائيلية قطع أشواطا مهمة في هذا الإطار .
المصدر : جريدة نقاش 21