صحتنا

العلاقة بين التاريخ العائلي وخطر الإصابة بسرطان الثدي


يُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، وترتبط فرصة الإصابة به بعدة عوامل، منها التاريخ العائلي للمرض. فإذا كان أحد أفراد عائلتك قد تعرض لسرطان الثدي من قبل، فقد تكون فرصة إصابتك أعلى مقارنة بمن لا يملكون تاريخًا عائليًا مشابهًا. في هذا المقال، سنستعرض كيف يؤثر التاريخ العائلي على خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى العوامل الأخرى المرتبطة بذلك وسبل الوقاية.



تأثير الوراثة على خطر الإصابة بسرطان الثدي
عندما يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، خاصة بين الأقارب من الدرجة الأولى مثل الأم، الأخت، أو الابنة، فإن خطر الإصابة يتضاعف. تُعَد الطفرات الجينية مثل BRCA1 وBRCA2 من بين العوامل الوراثية الرئيسية التي ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي. وفقًا لمؤسسة السرطان الأمريكية، يمكن للنساء اللواتي يحملن طفرات في أحد هذين الجينين أن يواجهن خطرًا قد يصل إلى 70% للإصابة بسرطان الثدي خلال حياتهن.

عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة
إلى جانب الطفرات الجينية في BRCA، هناك طفرات أخرى مثل TP53 وCHEK2 قد تساهم أيضًا في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، ولكنها أقل شيوعًا. بالإضافة إلى ذلك، ثمة عوامل أخرى يمكن أن تزيد من الخطر، منها:

إصابة الأقارب من الدرجة الأولى: النساء اللواتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى مصابات بسرطان الثدي يُعتبرن أكثر عرضة للإصابة.
العمر: إذا كانت الإصابة بسرطان الثدي قد حدثت لإحدى أقارب المرأة من الدرجة الأولى في عمر مبكر، فإن خطر الإصابة لديها يزداد. لهذا يُنصح بإجراء فحوصات سنوية ابتداءً من العمر الذي أصيبت به قريبتها، وعدم الانتظار إلى سن الأربعين.
تكرار الإصابة في العائلة: عندما تتكرر الإصابة بالمرض داخل العائلة الواحدة، مثل إصابة الأم والخالة، تكون فرص الإصابة أكبر لدى بناتهن.

أهمية الكشف المبكر والفحوص الوقائية
مع تأكيد الدراسات للعلاقة الوثيقة بين التاريخ العائلي وخطر الإصابة، تبرز أهمية الكشف المبكر كوسيلة للوقاية. يُنصح بإجراء الفحوصات التالية بشكل دوري:


تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرام): يُعتبر أداة مهمة للكشف المبكر عن أي تغييرات في أنسجة الثدي.
التصوير بالأشعة الصوتية: يُستخدم لتقديم معلومات دقيقة حول أي تغييرات في الثدي.
الفحص السريري: يُساعد على الكشف عن التغيرات المحتملة في الأنسجة.

كما يمكن لبعض النساء، خاصة اللواتي لديهن تاريخ عائلي قوي أو يحملن الطفرات الجينية، اللجوء إلى الاختبارات الجينية للتأكد من وجود هذه الطفرات.

العمر المناسب لإجراء فحوص سرطان الثدي
يُنصح النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي للمرض ببدء الفحوص الوقائية في سن تتراوح بين 30 و40 عامًا، حسب الحالة العائلية، وذلك لضمان التشخيص المبكر والوقاية.

الوقاية من سرطان الثدي
بالرغم من وجود التاريخ العائلي، يمكن للنساء اتخاذ خطوات للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ومنها:

الجراحة الوقائية: مثل استئصال الثدي الوقائي، وهي عملية جراحية تقلل من خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 90%. سبق وأن خضعت النجمة العالمية أنجلينا جولي لهذه العملية بعدما تم اكتشاف الطفرة الجينية لديها.

الأدوية الوقائية: تُستخدم بعض الأدوية كجزء من الوقاية الكيميائية للنساء المعرضات لخطر كبير. تعمل هذه الأدوية على تقليل احتمالية تطور خلايا سرطانية في الثدي، ويجب اتخاذ هذه القرارات بالتشاور مع طبيب مختص.

اتباع نمط حياة صحي: الحفاظ على وزن صحي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، والامتناع عن التدخين يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، حتى لدى النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي للمرض.


ويشكل التاريخ العائلي أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة إذا كان هناك إصابات سابقة بين الأقارب من الدرجة الأولى. لذا، يُنصح النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي بإجراء الفحوصات الوقائية بانتظام واتباع نمط حياة صحي للحد من خطر الإصابة وضمان التشخيص المبكر في حال حدوث أي تغيرات.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 17 أكتوبر 2024
في نفس الركن