كتاب الرأي

الضمير محبط النفس ومنبع الأخلاق و الحضارة


في كلمة وجيزة، من خلال تعليقي على الموضوع المشار إليه في المرجع طرته، أشير مذكرا أن من الأسباب الرئيسية للنهضة الثقافية الأوروبية الغربية خلال عصر النهضة ( القرنين 15 و 16 بعد الميلاد ) انطلاقا من احتكاك مدن شمال إطاليا البندقية و فلورانسا بالثقافة العربية الإسلامية بما تضمنته هذه الأخيرة من ترجمة للتراث الإغريقي القديم و نقاش عقلاني فلسفي عميق لمسألة الأخلاق التي سيتم تطورها خلال عصر الأنوار ( القرنين17 و 18 للميلاد ) إلى الخوض سياسيا في علاقة الحاكم بالمحكوم ( العقد الإجتماعي ) مع و الدعوة إلى إعمال العقل و الإصلاح الديني ( محاربة صكوك الغفران ) و حقوق الإنسان. طبعا فإن للتاريخ دينامية تتجدد عبر البقاع و العصور، ألم تكن مسألة الأخلاق هي الفاعل الرئيسي لتطور المجتمع العربي الإسلامي و شروق شمسه على كل بقاع المعمور تقريبا شرقا و غربا؟، ألم يقل الرسول محمد صل الله عليه و سلم:



-  << إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق >> ؟
بلى إن الآفات التي يتخبط فيها العالم المعاصر فكريا و سياسيا و اجتماعيا و اقتصاديا و تربويا، إنما مردها أساسا إلى تغييب الضمير و تقهقر المستوى الأخلاقي بسبب طغيان الميول المادية الاستهلاكية الجشعة على حساب تغييب الثقافة الفكرية و الروحية، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للتجار الدين و الرويبضة و تحكم التافهين بقوة المال و الجهل في مصير الشعوب فتراجع الفكر النقدي بشكل مهول إلى العهود الأسطورية...

 فمنبع الأخلاق إذن ضمير حي يحبط النفس أهواءها و يصم عن غواية الشيطان...
فقد أنشد أبو تمام (188 - 231 هـ / 803-845م):
يَعِيْشُ المرءُ ما استحيى بِخَيْرٍ    وَيَبْقَى العُوْدُ ما بَقِيَ اللِّحاءُ
 علي تونسي 
                                             

المرجع: محرك البحث غوغل : محمد رضوان
<<  حين رفض إبليس السجود لآدم لم يكن هناك شيطان فمن وسوس له؟

سؤال وجيه و خطير جداً ..
 الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟؟
 فمن هو الشيطان حقيقة؟
يقول الله تبارك وتعالى: 

{ و لقد خلقنَا الْإِنسانَ وَ نعلم ما توَسوس به نفسه وَ نحن أَقرب إِلَيه من حبل الْوريد } سورة ( ق ) الآية  16
.نحن نؤمن بالله عز وجل، نذكره، نصلي، نقرأ القرآن ونتصدق و ..... و......إلخ... 
فبالرغم من ذلك ما زلنا نقع فى المعاصي والذنوب، 
لماذا ؟؟؟

 السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف.يقول الله سبحانه و تعالى:
{ إِنّ كيد الشَّيْطان كَانَ ضعيفا } النساء 76 
فالعدو الحقيقي هو ( النفس ) نعم ... فالنفس هي القنبلة الموقوتة واللغم الموجود في داخل الإنسان يقول الله جل علاه:
{ اقرأْ كتَابك كفىٰ بنفسكَ الْيوم عَلَيْكَ حسيبا } الإسراء 14
وقوله تبارك وتعالى: 

{ الْيوم تجزى كلّ نفس بما كسبت لا ظلم الْيوم إِن اللَّه سريع الْحساب } غافر ( 17 )
وقوله تبارك وتعالى: 

{ كل نفس بما كسبت رهِينة } المدثر 38 
{ و أَما منْ خاف مقام ربِّه وَنَهَى النفس عن الْهوىٰ } النازعات 40.
{ علمَت نفس مّا أَحضرت } التكوير 14
{ علمت نفس ما قدمت و أخرت } الانفطار 5
لاحظوا أن الآيات السابقه تدور كلها حول كلمة ( النفس ) ، فما هي هذه النفس؟؟؟ 
.  يقول العلماء : أن كل الالهة التي كانت تعبد من دون الله 
( اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع ، وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرى ) أصنام هدمت ماعدا ( النفس ) إلـه مزيف مازال يعبد من دون الله. يقول الله تبارك وتعالى : 

{ أَفرأَيْتَ مَن اتخذ إِلَٰهَهُ هواه } الجاثية 23
ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغى لشرع ولا لوازع ديني ، لذلك تجده يفعل ما يريد. 
.  يقول الإمام البصري في بردته: وخالف النفس والشيطان واعصيهُما 
 ففي جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل يقول الله تبارك وتعالى : { فطوعت له نفسه قتل أَخيه } المائدة 30
 عندما تسأل إنسانا وقع في معصية ما و ندم بعد ذلك و تاب: 

 - ما الذي دعاك لفعل هذا؟ سوف يقول لك : أغواني الشيطان. إن جوابه هذا يفيذ أن كل فعل سيء وراءه الشيطان .
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ، فالشيطان خطر .. 
ولكن النفس أخطر بكثييييييير ... 

لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور قال الله عز وجل: 
{ وما أُبَرِّئُ نفسي إِنّ النّفس لأَمَّارة بالسوء } يوسف53
واخيراً نتضرع إلي المولى عز وجل ونقول:

- اللَّهمّ إِني ظلمت نفسي ظلما كَثيرا، ولَا يغفر الذنوب إِلا أَنت. فاغفر لي مغفرَة منْ عندكَ، و ارحمني إِنك أَنت الْغفور الرّحيم.
هناك هرمون في الجسم يفرز خلايا على القلب عندما نلهى عن ذكر الله ومن ثم تكون غشاء على القلب يسمى < الران >  ويسبب اكتئابا حادا وحزنا وضيقا شديدا قال تعالى: 

{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } المطففون 14 >>.
.  منقول بتصرف

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 10 ماي 2024
في نفس الركن