فن وفكر

الشاعر علي التونسي يكتب:




رحلة العشق الأولى

رهبة خلق كبرى                                        

ليتني أعلم
نعومة السنين
إطلالة الزمن الغابر

تهاجر لقالق الذكرى
تحضر ذكرى اللقالق
بين عناق و فراق
بين شقاق و طلاق
ضواري على تخوم مضارب الشوق  

تتقلب كأمواج السعير
يتقيأ الحوت بطنه
ورد أصفر طافح البراءة يغار
هودجٌ عاشقٌ معتقُ الذكريات 
ناقة أخرى.. رحلة عشق باقٍ 

يا ضمئي!.. بين البر و البحر و رياح السموم الشرقي
لفحات رمل و شفاه بلا بلل
إضراب الليل و الريق
فقط فحيح البراري يجاري أملي 

و أسراب شؤم.. تلك جيوش أبرهة الحبشي 
تجوب حدود الغبن.. تبغي دما يسري
أجنحة تحاكي نبض الأعالي
و أمواج المحيط الأزرق جبال تجري
                                                           
تسبيح مرصوص
مرقوم.. معلوم.. منصوص
ترانيم الكون الغريبة.. خافتة.. بعيدة
مجرات حيرى
طيور تراقص أنغام الكمان.. و الرباب.. و الناي
قصائد تولد من سديم.. خافتة.. بعيدة
معجزات أخرى في الظلام.. في فيافي خيال بهيم
رهبة خلق كبرى.. خافتة.. بعيدة
                                                                         
إطلالة الزمن الغابر
يا ضمئي الطفولي 
لهو بهموم المشاعر
دمى المحاكاة معاناة
رقراق هذا الجمال
دافق دافئ متجوّل
منذ نعومة السنين
موج طارق بارد إلى حين
كأس مفعمة الأنين و الحنين
تصارع اليأس.. منذ نعومة السنين

نفس تتحدى النفس
و موت يتحدى الموت
قدر ينذر الحياة للحياة 
ربيع يمزج بياضا على بياض
نورا على نورٍ فياضٍ منذ نعومة السنين
                                                     

​رحلة العشق الثانية

دامس الضياء البهيم                                            

ليتني أعلم
أشكال شروق و غروب
ترحل الأقدار بنا.. مثل السحاب
و بريق شجون تحت أسمال الزمن
يا وصمة ولعي!.. عشقي منبوذ الوطن
ليتني أمسك أطياف الأماني تربو

مزهرية شوق أصفر.. و ليالي الجمر 
نهر وجهته العلا سدرة المنتهى غايته
ألوان شمس و ظلال.. و نور البدر
لوحات تفتر عنها الجذران وجاهة
يا أحلام صبابتي!.. لوعة وهجي و لهفتي
كبوة جواد.. موج دوى.. قزحٌ هوى
عشقُ هزيعٍ.. و عطر نوافل تيم الهوى

رداد سواحل غربتي.. فتنة سهري..  
صِبرٌ لاطمه الصَُبر
ليتني أعلم سر البدء.. لا ينتهي
أعلم النفس.. و الفؤاد و ما خفى
أنين الناي يا وطني!.. حزني ما استكفى
ليتني أعلم دامس الضياء البهيم 
يتشابك النور حد عتم الوجود  

في يدي.. خارج.. و قبل.. و بعد يدي
تتكاثر الأشياء حد الفناء
حد متاهة الجنون
حضور شبيه الغياب.. قبل و بعد الكون
داخلا.. خارجا.. أكون أو لا أكون .
                    
علي تونسي
 الرباط/ المغرب

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 25 أكتوبر 2023
في نفس الركن