ويضم هذا المجمع بقايا لنباتات وحيوانات منقرضة ، إلى جانب أدوات حجرية ذات قيمة أثرية كبيرة، وقد تم تسليط الضوء على هذا الاكتشاف في إطار دراسة حديثة نشرت في مجلة "Antiquity" البريطانية التابعة لجامعة كامبريدج
ووفقا لبيان أصدرته المجلة نفسها ، فقد قاد هذا البحث فريق علمي متعدد التخصصات، يتضمن أسماء مرموقة مثل يوسف بوكبوت من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP)، وسيبريان برودبانك من جامعة كامبريدج، وجوليو لوكاريني من معهد علوم التراث التابع للمجلس الوطني للبحوث في إيطاليا
وأظهرت الحفريات بقايا مجتمع زراعي قديم كان غير معروف سابقًا، ويعود إلى فترة غير مستكشفة من عصور ما قبل التاريخ في شمال غرب إفريقيا، و يبرز هذا الاكتشاف لأول مرة أهمية تراب المغرب في تطور المجتمعات المعقدة في حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث أشار الباحثون إلى أن "المؤشرات تدل على وجود مجمع زراعي ضخم يُقارن بحجم وأهمية موقع طروادة في بداية العصر البرونزي"
وأوضحت جامعة كامبريدج أن الهدف من هذه الدراسة هو سد فجوة كبيرة في فهم تاريخ المنطقة بين عامي 4000 و1000 قبل الميلاد، وعلى الرغم من أن تأثير المغرب خلال العصر الحجري القديم والعصر الحديث والفترات الإسلامية قد دُرس بشكل جيد، إلا أن هناك نقصًا في المعلومات حول هذه الفترة من عصور ما قبل التاريخ.
وفي نفس السياق ، قال أحد الباحثين: "لقد كنت مقتنعًا لأكثر من ثلاثة عقود أن علم الآثار المتوسطي قد أغفل جانبًا جوهريًا من فترة ما قبل التاريخ في شمال إفريقيا، واليوم بفضل هذا الاكتشاف، أصبح لدينا أدلة تسمح بإعادة تقييم هذه الحقبة، التي تظهر الدور المحوري الذي لعبه الأفارقة في تشكيل الحضارات المتوسطية"
كما كشفت الحفريات عن مجموعة متنوعة من الأدوات والزخارف الأثرية، بما في ذلك بقايا نباتات، وقطع فخارية نادرة، وأكثر من 3000 قطعة حجرية منحوتة، و50 فأسًا ، و371 قطعة أثرية، بالإضافة إلى ما يقرب من 1300 شظية فخارية تعود إلى فترة ما بين 5000 و3000 قبل الميلاد، كما تم اكتشاف العديد من الحفر العميقة التي كانت تستخدم للتخزين
وأكد الباحثون على أهمية ربط موقع وادي بهت في إطار أوسع من التفاعل والتواصل بين شعوب ضفتي البحر الأبيض المتوسط الأطلسية في نهاية الألفية الرابعة وبداية الألفية الثالثة قبل الميلاد. وأشاروا إلى أن هذه الموقع قد لعب دورًا حاسمًا في بناء المجتمعات الأولى في المنطقة