الحياة بالشعر

 
تأتي إذن بادرة الاحتفاء بابن أيلة (تاونات) لتكسر هذا القالب بنمطيته أو بلحْديته الجامدة الذي استبدل صِدْق المشاعر بالاصطناع ، وما أجمل أن يتلمّس الشاعر ثمار تجربته وهي تنطق من المآقي ندية في دراسات وشهادات بليغة ، ما أجمل أن يفرح بأعماله الأدبية وهو ينعم بكامل حضوره روحا وجسدا.
 
شكرا للشبكة الوطنية للقراءة والثقافة بفاس التي شيدت بهذه البادرة الأدبية الطيبة ، منبرا عاليا تسنَّمه باحثون ودارسون أكاديميون ونُقاد كبار ، قالوا كلمة لم تخطئ الهدف وهي تستقرئ التجربة الشعرية والنقدية الرصينة للشاعر عبد السلام المساوي ، ولا نبالغ إذا قلنا إنها تجربة أصيلة مُجدِّدة عابرة للأجيال.
 
كما لا يفوتنا الإلماح إلى أن الشبكة نظمت هذا اليوم الدراسي الاحتفائي مساء يوم السبت 22 من شهر أكتوبر  2022 ، بالقاعة الكبرى لمقاطعة فاس المدينة ، وكان تحت عنوان : "راهن التجربة الشعرية والنقدية والتربوية للشاعر عبد السلام المساوي : المنجز والقيمة" ، وذلك بمساهمة شركائها : مجلس مقاطعة فاس المدينة ، ومؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية ، وحلقة الفكر المغربي ، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس ، ومطبعة بلال..
 
هنيئا لنا بهذا الملف الذي يمنح ملحق "العلم الثقافي" بنشره ، هديةً محفوفة بقيمة أدبية مضافة ، لكل الطلاب والباحثين عن مرجع يوجز الطريق ليس فقط إلى تجربة الشاعر عبد السلام المساوي ، بل أيضا إلى قرية تسكنه كما سكنها في طفولة ما زالت سيرتها مفتوحة على شرفات الشعر ، إنها (أيلة) التي وهبتنا أحد أجمل الدواوين المغربية ، ومن ضيع العنوان يجده في "خطاب إلى قريتي".