تعرف الحساسية الغذائية بأنها رد فعل مرضي يظهر على الإنسان بعد تناول صنف معين من الطعام، وهذا قد لا يظهر عند الآخرين. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 8٪ من الأطفال في مرحلة إدخال الطعام الصلب يعانون من حساسية غذائية، مثل الحساسية من البيض والأسماك والحليب البقري والفول السوداني.
بالرغم من أن حساسية حليب الأم نادرة، إلا أن بعض الأطفال يمكن أن يعانوا منها نتيجة للبروتينات الموجودة في منتجات الألبان التي تتناولها الأم. من أجل سلامة الرضيع، يُنصح للأمهات بالتوقف عن تناول هذه المنتجات إذا ظهرت على أطفالهن أعراض الحساسية.
تعتبر بعض الأصناف الغذائية أكثر شيوعًا في إثارة الحساسية لدى الأطفال، مثل حساسية الحليب، التي تصيب حوالي 2-3% من الأطفال، وعادة ما يتغلبون عليها بحلول سن الثالثة. وحساسية البيض التي يمكن أن تكون تحديًا، نظرًا لدخول البيض في العديد من الوجبات. يُنصح بتقديم صفار البيض المسلوق في عمر ستة أشهر.
بالإضافة إلى ذلك، حساسية فول الصويا تميل للظهور مبكرًا وغالبًا ما ترتبط بحساسية الحليب. وحساسية السمك تعتبر من أصعب الحساسية التي قد لا تزول مع التقدم في العمر. أما حساسية الفول السوداني، فتُصيب الأطفال عادة في السنة الأولى من العمر، وقد تستمر معهم.
تظهر أعراض الحساسية الغذائية لدى الرضع بعد تناول الطعام المسبب، وغالبًا ما تشمل أعراضًا هضمية مثل القيء والمغص، وأعراضًا تنفسية كضيق التنفس، وكذلك طفح جلدي أو تورم في الوجه.
لتسهيل اكتشاف الحساسية الغذائية، يُنصح بتقديم الطعام بحذر، من خلال تقديم عينة صغيرة جدًا من كل نوع طعام، بدايةً من الشهر الرابع، مع مراقبة الطفل لمدة ثلاثة أيام لكل نوع. كما يُفضل تجنب خلط الأطعمة، بحيث تُقدم كل صنف جديد لوحده، مما يساعد في تسهيل اكتشاف الأطعمة المسببة للحساسية.
يمكن أيضًا استخدام الخلاط بحذر لخلط الطعام المسلوق جيدًا مع الماء أو الحليب، ثم زيادة الكمية تدريجياً. هذه الخطوات والتوجيهات تهدف إلى تمكين الأمهات من إدارة حساسية الطعام بشكل فعّال، وحماية أطفالهن من المخاطر المحتملة.