صحتنا

الحزام الناري: الأسباب، الوقاية، والعلاجات وفقاً للخبراء


الحزام الناري، المعروف أيضاً باسم الهربس النطاقي أو القوباء المنطقية، هو مرض فيروسي يسببه فيروس Varicella-zoster، الذي يُعد المسبب الأساسي لجدري الماء. يظهر هذا المرض على شكل طفح جلدي مؤلم يأخذ شكل حزام على أحد جانبي الجسم، وغالباً ما يصيب منطقة الجذع. ويصيب الحزام الناري النساء أكثر من الرجال، خاصة بعد سن الخمسين، مما يجعله تحدياً صحياً يتطلب الوقاية والعلاج الفوري.



كيف يحدث الحزام الناري؟
تحدث الإصابة بالحزام الناري نتيجة إعادة تنشيط فيروس Varicella-zoster الكامن في الخلايا العصبية بعد الإصابة بجدري الماء. عند ضعف الجهاز المناعي، يعيد الفيروس نشاطه، مسبباً طفحاً جلدياً حويصلياً مؤلماً يظهر في منطقة محددة من الجسم. ويؤثر المرض بشكل كبير على الأعصاب، مما يسبب ألماً شديداً قد يستمر لفترة طويلة حتى بعد شفاء الطفح الجلدي.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري؟
وفقاً للدكتورة منى المروي، استشارية الأمراض الجلدية ورئيسة شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية، هناك عدة فئات أكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري، منها:

الأشخاص فوق سن الخمسين: يُعد انخفاض المناعة الخلوية الخاصة بفيروس جدري الماء العامل الرئيسي لإعادة تنشيط الفيروس، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة.
الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة: مثل متلقي زراعة الأعضاء أو المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو الكورتيزون، وكذلك المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
مرضى المناعة الذاتية: مثل المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أو أمراض الأمعاء الالتهابية، خاصة عند استخدامهم أدوية مثبطة للمناعة.
النساء: تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري مقارنة بالرجال.

انتشار المرض عالميًا وعربيًا
أكدت الدراسات أن معدل الإصابة بالحزام الناري في تزايد مستمر على مستوى العالم. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت في ولاية مينيسوتا الأميركية أن معدل الإصابة ارتفع من 0.76 لكل 1000 شخص في الفترة من 1945 إلى 1949، إلى 3.15 لكل 1000 شخص في الفترة من 2000 إلى 2007. أما في الإمارات العربية المتحدة، فإن معدل الإصابة مماثل تقريباً للمعدلات العالمية.

كيف يمكن علاج الحزام الناري؟
تتضمن إدارة وعلاج الحزام الناري عدة خطوات تهدف إلى تسريع الشفاء وتقليل الألم والمضاعفات، وتشمل:

الأدوية المضادة للفيروسات: تُستخدم لتسريع التئام الآفات الجلدية وتقليل مدة وشدة التهاب الأعصاب الحاد. تشمل هذه الأدوية:
فالاسيكلوفير
فامسيكلوفير
أسيكلوفير
المسكنات: تُوصَف للمرضى الذين يعانون من ألم الأعصاب الحاد.
العلاج أثناء الحمل: يُوصى باستخدام الأسيكلوفير عن طريق الفم للنساء الحوامل، كونه أكثر أماناً مقارنة بالأدوية المضادة للفيروسات الأخرى.

الوقاية من الحزام الناري
تُعد الوقاية من الحزام الناري أمراً بالغ الأهمية، خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة. ويوصى بالتطعيم ضد الهربس النطاقي للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، وكذلك للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة بدءاً من عمر 19 عاماً. يساعد اللقاح في تقليل خطر الإصابة بالمرض والألم العصبي الذي قد يليه.

نصيحة الخبراء للوقاية
تؤكد الدكتورة منى المروي على أهمية تلقي لقاح الحزام الناري لحماية الأفراد الأكثر عرضة للإصابة، خاصة كبار السن والمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة. وتشدد على ضرورة اتباع نمط حياة صحي لتعزيز الجهاز المناعي، مع الحرص على استشارة الطبيب فور ظهور أي أعراض مشابهة للحزام الناري.

الحزام الناري هو مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه إذا تم اكتشافه مبكراً. ومع تزايد معدلات الإصابة، يصبح الوعي بالمرض وأعراضه وطرق الوقاية منه أمراً ضرورياً لحماية الصحة العامة. تلقي اللقاح، والالتزام بالعلاجات الموصوفة، والحفاظ على جهاز مناعي قوي هي أفضل الطرق لتجنب الإصابة بهذا المرض المؤلم.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 4 مارس 2025
في نفس الركن