حياتنا

الحاجة لي ماتشبه مولاها حرام


ككل صباح عند الافطار، اقوم بجولة على مواقع التواصل الإجتماعي، يتجاذبني حب الاستطلاع عندي، وحسي الصحافي، اشاهد اشياء تافهة احيانا لبعض "صناع المحتوى" والتي قد تكون مضحكة او مسلية، وبحثي عن الاخبار المهمة هنا وهناك..



وجدتني محاصرة بتكهنات عن المدونة، وفيديوهات ساخرة عن ماقد تصبح عليه المرأة من " جبروت وتعنّت " إن هي حصلت او اعطيت لها بعض " حقوقها"، وأقول اعطيت او في الطريق اليها" إلى خلاوها"، المهم.. قلت انتي وجدتني محاصرة بالتهكم والخوف المبالغ فيه والتبخيس والتخويف ايضا من الخروج عن الاحكام الدينية!!!، في الوقت الذي لازالت فيه حتى اللجنة المكلفة بمدونة الاسرة والطفل لم تكتمل بعد ابجديات لقاءاتها واعضائها ولم ترسم طريق عملها..
اللجنة تسمّى  لجنة مدونة الاسرة والطفل.. ولم تستثن احد، ولم تقص احد، ولم تقل سأعطي الحق للمراة وحدها!!!وعن اي مرأة هنا نتحدث؟ الا نتحدث عن الام هنا والزوجة؟! لماذا كل هذا التخوف!
هل المتخوفون او بعضهم ينوي الظلم مسبقا؟ 
لماذا كل هذه الحرب الاستباقية؟ اليس من المفروض ان الام هي اكثر مكونات الاسرة صبرا؟ وانها ان خرجت لطلب الطلاق فأكيد انها مضطرة، هاربة من حالة تغوّلأ اياً كان نوعها؟ وحتى قط ماكايهرب من دار العرس!!!.
لماذا هؤلاء المتهكمون او المحتجون، والخائفون لم نرهم يحتجون عن غلاء الأسعار و سُعار اثمنة المازوط..
كنت اظن ان  من خرج للتنديد بمدونة لازالت لم ترسم حتى معالمها ان ينددوا بغلاء المعيشة، وان يطالبوا بالحد من جشع "باطرونة" بعض المستثمرين في التعليم والسكن وغيرها..
لماذا نتآكل فيما بيننا، ونمارس الحكرة على " الحيط القصير"، ولا اقول هنا ان كل النساء "حيط قصير"، بعضهن وكلنا يعرف انهن " تهربن الخميرة من الدار"، بالنكد والبحث عن المشاكل، وقد تحكم على عائلة بأكملها بالكآبة وجميع انواع الامراض النفسية وقد تحول حياتهم الى جحيم ان لم تكن على هدى من الله ونسبة من المبادى والاخلاق والقناعة..

لماذا نستسهل الحكرة على بعضنا، ونستكبرها ونهابها عندما يتعلق الامر بنوعية المعيشة التي نعيشها؟ الا يوثر غلاء الكتب والتمدرس وخوصصته على نوعية معيشتنا؟.
الا يؤثر على المتخوفين والمخوفون من المدونة غلاء المازوط والخضرة والسكر والزيت والمواصلات والطحين والكراء على جيوبهم؟ الا يقضّ نومهم؟
هل انتهت كل مشاكل الصحة والتعليم والسكن!!!
علاش خايفين نعطيوا لمكونات الاسرة حقها، اذا احد الاطراف تعدى بالظلم وتغوَّل؟
لماذا بعضنا يخيفه العدل والحق؟
وإلى متى سيستمر بعض "اصحاب القفاطن " التجييش ضد الزوجة والام؟ خوفا من التعدي على ماسمّوه حدود الله؟
هل الظلم حدود الله؟
هل التعدّي حدود الله؟
هل تجرجير الزوجة والاولاد فالمحاكم على "الايصانة"، او طردها من بيت عمّرته لسنوات لتجد مآلها الزنقة، حدود الله؟. 
على اي.. قابلوا المازوط، وقابلوا ظروف دراسة اولادكم، ومستقبل هذه الامة سيكون مضمونا اذا ضمنا الحق لكل مكوناتها بدون استثناء.
في الاخر اقول، ولو بكل  ديانات العالم، وكل قوانينه، في بيتوتنا وغرفنا المغلقة ضمائرنا ومبادؤنا هي من ترافقنا وتلازمنا، وإن كان الزوحين عليهما علامات الارتياح فذلك صنيع ايدينا، و" الحاجة لي ماتشبه مولاها، حرام".
 
أمل الهواري 




الأربعاء 4 أكتوبر 2023
في نفس الركن