صحتنا

الجيراسكوفوبيا، الخوف من التقدم في السن




تخيل أنك تتنقل بين محطات الحياة وأنت تحمل بين يديك كتابا مليئا بالذكريات والأحداث، ومع كل خطوة تخطوها، تشعر بأن الصفحات تتقلب بسرعة ، وأن اللحظات تمر بسرعة فائقة
 فجأة، تجد نفسك واقفا أمام مرآة، ترى فيها انعكاسا لوجهك، لكنه لم يعد نفس الوجه الذي تعرفه من قبل، تظهر تجاعيد جديدة، ويتغير لون شعرك، وتبدأ تشعر بأن الزمن يلتهمك بلا رحمة، باختصار هذا هو العالم الذي يعيشه فيه المصابون بالجيراسكوفوبيا، المصطلح العلمي الذي يطلق على الرهاب من الشيخوخة والتقدم في العمر

ماذا تعني كلمة الجيراسكوفوبيا؟
يعود أصل كلمة "جيراسكوفوبيا" إلى مصطلح ger اليوناني بمعنى الشيخوخة، ومصطلح phobia اليوناني أيضا بمعنى الرهاب، وهي حالة نفسية يعاني فيها الأفراد من خوف مفرط وغير منطقي من التقدم في العمر وفقدان الشباب، هذا الخوف يتجاوز القلق الطبيعي بشأن الشيخوخة، ليصبح هاجسا يسيطر على حياة الشخص ويؤثر على قراراته اليومية ونظرته للمستقبل
 يشعر المصابون بالجيراسكوفوبيا بقلق شديد تجاه فقدان الجمال، الصحة، والقدرة على العمل، ويعيشون في خوف مستمر من التغيرات الجسدية والعقلية التي تصاحب التقدم في السن

أسباب الجيراسكوفوبيا
تتعدد أسباب الجيراسكوفوبيا وتختلف من شخص لآخر، وتشمل العوامل الثقافية والمجتمعية التي تروج لفكرة الشباب الدائم والجمال المثالي، مما يعزز الخوف من فقدان هذه الصورة المثالية
 التجارب الشخصية السلبية، مثل مشاهدة أحد الأقارب وهو يعاني من أمراض الشيخوخة، مما يترك أثرا نفسيا عميقا. بالإضافة إلى ذلك، العوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب، واللذان يمكن أن يزيدا من حدة هذا الرهاب،كل هذه العوامل تتضافر لتشكل خوفا مفرطا وغير منطقي من التقدم في العمر

طرق التعامل مع الجيراسكوفوبيا 
تتعدد طرق علاج الجيراسكوفوبيا وتشمل العديد من الأساليب التي تساعد في تقليل الخوف من الشيخوخة
أولا العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج بالتعرض التدريجي، يهدف هذا العلاج إلى تغيير الأفكار السلبية المتعلقة بالشيخوخة إلى أفكار أكثر إيجابية
 في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية مثل مضادات القلق ومضادات الاكتئاب مفيدة لتخفيف الأعراض الشديدة، الانضمام كذلك لمجموعات الدعم قد  يوفر بيئة آمنة لمشاركة التجارب والتعلم من الآخرين، كما أن الاهتمام بالصحة الجسدية من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول غذاء صحي، واتباع روتين للعناية بالبشرة، يمكن أن يعزز من الشعور بالرضا عن المظهر ويساعد في الحفاظ على الشباب والصحة


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 6 أغسطس/أوت 2024
في نفس الركن