فن وفكر

التهامي الوزاني.. شخصية العام في جائزة «كتارا» للرواية العربية


اختارت جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشرة الروائي المغربي التهامي الوزاني شخصية العام، تكريمًا لمساهماته الكبيرة في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة. وتعد هذه الجائزة من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي، إذ تحتفي سنويًا بشخصية ثقافية أثرت بشكل عميق في الساحة الأدبية والفكرية.



تكريم مستحق لشخصية تاريخية
جاء اختيار التهامي الوزاني نظرًا لمكانته البارزة في تاريخ الأدب والثقافة المغربية. يتميز الوزاني بأسلوب فريد يمزج بين الحداثة والتقليد، ما يجعله نموذجًا للمثقف الشامل الذي يعبر عن قضايا مجتمعه بعمق وإبداع. وستشهد احتفالية التكريم تنظيم معرض فوتوغرافي يوثّق المراحل الهامة من مسيرته الأدبية والثقافية، إلى جانب ندوة علمية يقدم فيها مجموعة من الباحثين دراسات وقراءات تحليلية في أعماله، تعبيرًا عن تقديرهم لمكانته المركزية في الثقافة المغربية والعربية.

الوزاني.. الأديب الشامل والموسوعي
في بيان صادر عن مؤسسة «كتارا»، وصف التهامي الوزاني بأنه "تجلي متميز للمثقف الشامل"، إذ استمر في الكتابة على مدى سبعين عامًا، رغم أنه تلقى تعليمًا منتظمًا لمدة سنة واحدة فقط. قدّم الوزاني خلال مسيرته إسهامات متنوعة في مجالات عدة، من التاريخ إلى السيرة الذاتية، مرورًا بالرواية والخطاب التأملي. من أبرز مؤلفاته: تاريخ المغرب (1940)، الزاوية (1942)، فوق الصهوات (1943)، سليل الثقلين (1950)، الباقة النضرة (1952)، والرحلة الخاطفة (1958). كما كتب أعمالًا مخطوطة منها الرفرف، وهو تفسير للقرآن الكريم، مما يبرز موسوعيته وعمق معرفته وتنوع إبداعه.

مسيرة حافلة بالإنجازات
وُلد التهامي الوزاني الحسني في مدينة تطوان بالمملكة المغربية عام 1903، وهو يُعتبر من رواد الرواية المغربية الحديثة. يعتبر النقاد روايته الزاوية أول رواية مغربية مكتوبة باللغة العربية، مما جعل الوزاني يحتل مكانة خاصة في تاريخ الأدب المغربي.

على مدى حياته المهنية، شغل الوزاني عدة وظائف مهمة، حيث عمل في التدريس بالمدارس الأهلية والمعاهد الدينية العليا، وتولى عمادة كلية أصول الدين في تطوان بعد الاستقلال. كما شغل منصب رئيس المجلس العلمي للمدينة، وعمل أستاذًا في دار الحديث الحسنية بالرباط خلال عامي 1964 و1965.

استحقاق ثقافي وتاريخي
تأتي جائزة «كتارا» للرواية العربية لتكرم شخصية ثقافية مثل التهامي الوزاني، الذي جسّد بثقافته وإبداعه التفاعل الحي بين التراث والحداثة، وقدم إرثًا أدبيًا وفكريًا سيظل علامة بارزة في الأدب المغربي والعربي. إن تكريمه في هذه الدورة يعد رسالة واضحة بأهمية الاعتراف برموز الثقافة والإبداع في العالم العربي، وتعزيز مكانة الرواية العربية في الساحة الثقافية العالمية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 8 أكتوبر 2024
في نفس الركن