إحدى الفتحات الرئيسية تم تحديد موقعها داخل مستودع في منطقة "تراخال"، المحاذية لمعبر باب سبتة، وهو موقع كان يُستخدم سابقًا كمصنع للرخام.
وتمر هذه الفتحة عبر قناة مائية قبالة أحد المنازل القريبة من المنطقة الصناعية، حيث كشفت عمليات الحفر الأولية عن امتداد النفق إلى مواقع أخرى. وقد أكد حفر جديد أُجري يوم الأحد استمرار هذا الامتداد، ما يعزز فرضية وجود شبكة تهريب منظمة تعتمد على هذا المسار.
وقد شهدت المنطقة حضور مسؤولين أمنيين كبار من الجانب المغربي، للإشراف على التحقيقات المتعلقة بالشبكة الإجرامية التي استغلت هذا الممر لتهريب المخدرات نحو سبتة.
وتركز الجهود حاليًا على دراسة طبيعة النفق، وتحديد عمقه ومساره بدقة، حيث تم التعرف حتى الآن على مسارين رئيسيين يتصلان بالمنطقة الصناعية، لكن لا تزال بعض التساؤلات قائمة، لا سيما حول احتمال وجود تفرعات أخرى داخل الأراضي المغربية تؤدي إلى نقطة دخول واحدة في سبتة.
واصلت فرق الوقاية المدنية المغربية عملها في موقع النفق تحت إشراف الضباط المكلفين بالتحقيق، فيما شاركت عناصر من الشرطة والدرك الملكي في تمشيط المنطقة وجمع الأدلة.
وشوهد المحققون وهم يراقبون مسار النفق أثناء مروره تحت مبانٍ صناعية وسكنية مجاورة، حيث أصبحت هذه المنطقة محورًا رئيسيًا للتحقيق في واحدة من أكبر شبكات تهريب المخدرات عبر الحدود.
وفي إطار التعاون الأمني بين البلدين، أجرى المسؤولون المغاربة لقاءات مع وحدات الشؤون الداخلية الإسبانية بحضور الملحقة الأمنية للحرس المدني بالمغرب، وجرى خلال هذه الاجتماعات تبادل المعلومات حول طبيعة النفق ومساره المحتمل، إلى جانب دراسة كيفية تشغيله على مدار السنوات الماضية.
التحقيقات التي قادتها السلطات الإسبانية أسفرت عن اعتقال 14 شخصًا متورطين في تشغيل النفق، كما كشفت عمليات التفتيش عن استخدام هذا الممر السري لتهريب الحشيش إلى شبه الجزيرة الإيبيرية عبر شاحنات ومقطورات.وتبين أن النفق ظل قيد الاستخدام لمدة لا تقل عن عامين، مما سمح بتمرير كميات ضخمة من المخدرات دون إثارة الشبهات.
وجاء اكتشاف هذا الممر كنتيجة مباشرة لسلسلة من الاعتقالات التي نفذتها وحدات الشؤون الداخلية الإسبانية، ما أكد الشكوك حول وجود بنية تحتية سرية لتهريب المخدرات. ومن المنتظر أن تصل فرق الاستطلاع تحت الأرض التابعة للحرس المدني الإسباني قريبًا لمعاينة النفق مرة أخرى، والتحقق من الترابط بين جانبيه المغربي والإسباني، في سياق الجهود المشتركة لمكافحة التهريب بين البلدين