صحتنا

اقتراب شهر غشت : نوبات الربو والعواصف الرعدية - ما الصلة ؟


بينما ينتظر الكثيرون شهر أغسطس للاستمتاع بالعطل الصيفية والأيام المشمسة الرائعة، يواجه مرضى الربو تحديات من نوع آخر خلال هذا الوقت. من أبرز هذه التحديات ارتفاع معدل نوبات الربو خلال العواصف الرعدية. لكن ما العلاقة الدقيقة بين العواصف الرعدية وزيادة نوبات الربو؟



لنبدأ بفهم ماهية الربو ومحفزاته

الربو مرض مزمن يؤثر على الجهاز التنفسي ويسبب التهابًا في الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تضييقها وصعوبة التنفس. من بين الأعراض الأكثر شيوعًا السعال، الأزيز، ضيق الصدر وضيق التنفس. يمكن أن تتسبب العديد من العوامل في تحفيز نوبات الربو، ومن بينها المواد المسببة للحساسية كحبوب اللقاح، عث الغبار، العفن، بالإضافة إلى التهابات الجهاز التنفسي، تلوث الهواء وحتى التوتر.

الصلة بين العواصف الرعدية ونوبات الربو: ما هي العلاقة؟

تُعَد العلاقة بين العواصف الرعدية ونوبات الربو ظاهرة معقدة تمت دراستها وتوثيقها من قِبَل الباحثين. هناك عدة آليات محتملة لتفسير هذا الارتباط.

قبل وأثناء العواصف الرعدية، يمكن أن تولد الرياح القوية وتغيرات الضغط تفريغاً كبيراً لحبوب اللقاح وجراثيم العفن في الهواء. عادة ما تكون هذه الجسيمات متواجدة بكميات قليلة، لكنها تصبح أكثر تركيزاً في هذه الظروف. إلى جانب ذلك، يمكن للرطوبة العالية خلال العواصف أن تُفتت حبوب اللقاح إلى جسيمات أصغر تُستَنشَك بسهولة وتتوغل عميقًا في الجهاز التنفسي.


وتلعب العواصف الرعدية دورًا أيضًا في إنتاج الأوزون وملوثات الهواء الأخرى، حيث تولد الصواعق الكهربائية هذا الغاز المهيج للرئتين. تزايد مستويات الأوزون يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو ويفجر هجماته لدى من يعانون منه.


التقلبات السريعة في درجات الحرارة والرطوبة قبل وأثناء وبعد العواصف يمكن أن تزيد من احتمالية نوبات الربو. تُحدث هذه التغيرات تهيجاً في المجاري التنفسية وتجعل مرضى الربو أكثر حساسية تجاه المحفزات البيئية.

للوقاية والسيطرة على نوبات الربو أثناء العواصف الرعدية، ينبغي على المصابين بالربو اتباع الإجراءات الوقائية التي تقلل من خطر التعرض للنوبات أثناء هذه الفترة.

مراقبة الأحوال الجوية: يساعد الانتباه للتوقعات والتحذيرات الخاصة بالعواصف الرعدية في توقع الفترات الخطرة.

البقاء داخل المباني: يوصى بالبقاء داخل الأماكن المغلقة أثناء العواصف الرعدية وإغلاق النوافذ لتقليل التعرض للمحفزات والملوثات.

استخدام جهاز تنقية الهواء: يمكن لجهاز تنقية الهواء المزود بفلتر HEPA التخلص من الجسيمات المعلقة في هواء الأماكن المغلقة.

الالتزام بالعلاج الموصوف: يُعد من الضروري تناول الأدوية الوقائية التي وصفها الطبيب بانتظام وأن تكون بخاخة الطوارئ دائما في متناول اليد.

استشارة الطبيب المختص: إذا زادت أعراض الربو سوءاً، من الأهمية بمكان استشارة الطبيب المختص فوراً لمراجعة العلاج وتعديله إذا لزم الأمر.

ويمكن أن تمثل العواصف الرعدية تحديًا إضافيًا للأفراد الذين يعانون من الربو. إن إدراك الآليات التي يمكن أن تسبب بها العواصف الرعدية نوبات الربو يساعدنا في الاستعداد بشكل أفضل واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا، من خلال تطبيق استراتيجيات وقائية والخضوع للعلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بالربو الاستمتاع بأمان بفصل الصيف والحد من خطر التعرض للنوبات.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 10 يونيو/جوان 2024
في نفس الركن