تشهد السهرة مشاركة مجموعة من الفنانين المرموقين من منطقة الأطلس المتوسط، بينهم الفنانة شريفة والفنان ميمون أورحو، بالإضافة إلى مجموعة "أحيدوس أمساسا" من إيموزار كندر والفنان نور الدين أورحو. هؤلاء الفنانين يعدون من أبرز الأصوات التي تتغنى بموسيقى الأطلس المتوسط، وهي موسيقى تميزت بتنوعها الغني وتعبيرها العميق عن الروح الثقافية الأمازيغية.
وفي تصريح صحفي، أكد محمد السعودي، رئيس جمعية ملتقى الفنون والثقافة والرياضة والتنمية، أن تنظيم هذه الأمسية يأتي في سياق الاحتفاء بالثقافة الأمازيغية، والتي تتمتع بتاريخ طويل وعريق في المغرب. وقال السعودي إن هذه الليلة ستكون فرصة للجمهور للاستمتاع بمختلف الأنماط الموسيقية الأمازيغية، مثل "تماوايت" و"انشاذن" و"أحيدوس"، التي تمثل ألوانًا موسيقية شعبية تتسم بالحيوية والنشاط وتعكس أصالة المنطقة.
وأشار السعودي إلى أن الفعالية ليست مجرد حفلة موسيقية، بل هي أيضًا مناسبة لتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الأمازيغي وتوارثه بين الأجيال، مشيرًا إلى أن الثقافة الأمازيغية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الوطنية في المغرب، وتمثل هوية غنية ومتنوعة تساهم في تعزيز التنوع الثقافي في البلاد.
من جانب آخر، تأتي هذه الاحتفالية في إطار اهتمام متزايد بإحياء التراث الأمازيغي على مستوى المغرب، حيث تحظى الثقافة الأمازيغية في السنوات الأخيرة بمزيد من الاعتراف والدعم. ففي عام 2011، تم إدراج اللغة الأمازيغية ضمن الدستور المغربي كلغة رسمية إلى جانب العربية، مما يعكس التزام المملكة بالاعتراف بثقافاتها المختلفة وحمايتها.
تسهم مثل هذه الأحداث الثقافية في تعزيز التعايش والاحترام المتبادل بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، كما تبرز القيمة الكبيرة التي تضعها الدولة في حفظ التراث الثقافي وتنميته. ومن المتوقع أن تستقطب الأمسية جمهورًا كبيرًا من المهتمين والمواطنين في الرباط، ليتفاعلوا مع الموسيقى والفنون الأمازيغية التي تمثل جزءًا أساسيًا من هوية الشعب المغربي.