بقلم : عادل بن حمزة
أكدت وسائل إعلام تابعت إصدار ذلك الشريط ، أن كلمة خامنئي تضمنت هجوما على من وصفهم بأعداء الثورة .
الشريط يكشف سيناريو هجوم عسكري إيراني بالصواريخ الباليستية على مناطق حساسة وحيوية في السعودية ، منها قاعدة الملك خالد الجوية إضافة إلى تدمير الدفاعات الجوية السعودية خاصة بطاريات باتريوت مع قصف عنيف للرياض .
عرف الشريط إنتشارا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك على صفحات وسائل الإعلام الإيرانية .
السعودية إنتظرت سنة كاملة ، لترد منتصف دجنبر 2017 على الشريط الإيراني ، وذلك بشريط آخر من نفس المدة ، أي 5 دقائق ، وتظهر فيه القوات المسلحة السعودية وهي تقوم بتدمير الجيش الإيراني بقواته البرية والجوية والبحرية والمحطة النووية بوشهر إضافة إلى عدد من القواعد العسكرية الموزعة على كافة التراب الإيراني ، هذه العملية العسكرية ، وكما يُظهر الشريط ، تتم بتوجيه وإدارة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصيا ، ينتهي الشريط بلقطة ذات دلالات خاصة ، وذلك عند اعتقال القوات السعودية الخاصة ، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني والذي قتل فعليا بعد ذلك في غارة أمريكية على مطار بغداد .
الشريط ظهر على صفحة "قوة الردع السعودي" على تويتر وهي صفحة تتابع مستجدات القوات المسلحة السعودية ، وعن الصفحة نقلته عدد من الصحف السعودية والمواقع الإلكترونية العربية والدولية ، وكان فرصة لإستعراض القوات التي تملكها السعودية في مواجهة التحدي الإيراني في المنطقة ، هكذا تضمن الشريط إستعمال القوات المسلحة السعودية لمنظومة الصواريخ الاستراتيجية "رياح الشرق"، ودبابات أبرامز والمقاتلات العسكرية من طراز "التورنيدو" و"ف 15" و"التايفون" و"الأواكس" ، والقوات البحرية عالية الكفاءة ، والدفاعات الجوية المتمثلة ببطاريات "الباتريوت" .
حرب الكرتون تلك ، كان يُنظر إليها كونها مقدمات لدفع منطقة الخليج إلى الدخول في حرب إقليمية ضخمة بين كل من إيران والسعودية ومعها الإمارات العربية المتحدة والبحرين ، حيث أن درجة العداء كانت قد تضاعفت خاصة في ظل وجود ترامب في البيت الأبيض ، لكن القناعة التي كانت سائدة لدى كثير من المحللين والمتابعين ، كانت تخلص إلى أن مواجهة بين الرياض وطهران لن ينتصر فيها أي طرف بل إن الجميع سيخرجون خاسرين من تلك الحرب التي ستظهر الثمن الذي سيدفعه العرب والفرس ، نتيجة غياب نظام إقليمي واضح ، يراعي مصالح الجميع دون الإنجرار للحرب .
إيران ومنذ إسقاط نظام الشاه ، وهي تنتج خطاب الخوف من إستهداف الثورة ، فعل ذلك آيات الله مع الماركسيين والليبراليين وأنصار الشاه ، وهو منهج التزمت به القيادة الإيرانية وظلت تعتقد بجدواه ، يشهد على ذلك شريط الكرتون إلدعائي لسنة 2016 في حين أن البلد بحاجة إلى إستثمار موارده من المحروقات ، إستثمارا أمثلا بعد رفع العقوبات عليها عقب الإتفاق النووي وهو ما لم يتحقق ، و بحاجة أكثر إلى علاقات طبيعية مع محيطها العربي لأن ذلك قدرها .
السعودية تمكنت من توظيف الجزرة بنجاح لتحقيق السلم الداخلي بعد الربيع العربي ، لكنها في ظل تراجع أسعار النفط والاحتياطات ، أضحت ملزمة بالبحث عن بديل لما بعد حقبة النفط ، يتزامن ذلك مع تحولات جذرية في طبيعة النظام السياسي يقودها عمليا ولي العهد محمد بنسلمان الذي رغم الانتقادات التي وجهت إليه في البداية ، فإنه يقود بلاده وفق
رؤية جديدة كليا على البيئة السعودية المحافظة ، هذه التحولات والمشاريع ، لا يمكن أن تتحق في ظل الحرب خاصة مع خصم من حجم إيران ، وإن كانت كثير من الأطراف خاصة واشنطن وتل أبيب لا ترى مانعا في اندلاع مواجهة بين الإيرانيين والسعوديين ، أو على الأقل إستمرار منطق القطيعة والمواجهة ، وهو منطق لا يهم فقط السعودية وإيران ، بل يشمل كل دول المنطقة بحيث تصبح المواجهة والقطيعة بينها هو ما يخدم المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية ، لذلك ليس من باب الصدفة أن ينقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ميناحيم بيغين تصريح يعلق فيه على اندلاع الحرب الايرانية العراقية سنة 1980 قال فيه ، نتمنى من الحظ أوفره للطرفين في هذه الحرب ...
كتبت ضمن هذه الزاوية في أبريل 2016 مايلي، إن "التحولات التي تعرفها السعودية منذ تولي الملك سلمان الحكم ، تؤشر على تغيير جوهري في السياسة الخارجية السعودية ، خاصة في بناء الندية في العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي عدم الإرتهان للإدارة الأمريكية مستقبلا ، سواء تعلق الأمر بالسياسة أو الاقتصاد أوالحرب ..
ولعل المواقف الأخيرة مما يجري في لبنان ومما يسمى "حزب الله" ، ورفض تخفيض إنتاج النفط للحد من تراجع الأسعار على المستوى الدولي ، وبناء محور الرياض أنقرة مع محاولة تذويب الخلافات التركية المصرية ، والرهان على الدول الاسلامية سياسيا وعسكريا ، كلها تدابير وإجراءات وقرارات ، تؤكد أننا أمام نهج جديد قد لا يستثني في الأيام القليلة القادمة سحب الرساميل السعودية من الاقتصاد الأمريكي ، كما أكد على ذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، على خلفية مشروع قرار للكونغرس يرمي إلى تحميل السعودية مسؤولية أحداث 11 شتنبر " .
الندية التي أظهرتها السعودية تجلت بصورة واضحة عندما أعلنت رفض زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار ، رغم أن الرئيس الأمريكي قام بزيارة خاصة للسعودية وطلب بشكل واضح تخفيض الإنتاج في لحظة كان يواجه فيها هو وحزبه ضغوطات كبيرة بمناسبة التجديد النصفي ، لكن الأمير محمد بنسلمان كان واضحا أنه مستوعب لحجم التحولات التي يعرفها العالم وفي صلبها عدم ثبات السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد ما عرف بعقيدة أوباما والتي تميزت بنظرة سلبية للأنظمة الحاكمة في المنطقة في مقابل التقرب من طهران ، وبعد مرحلة ترامب التي تميزت بكثير من الابتزاز لدول المنطقة في مقابل توقيف العمل بالاتفاق النووي مع إيران ، معنى ذلك أن دول المنطقة كانت بحاجة إلى أن تفكر خارج الصندوق وأن تبحث عن مصالحها الوطنية والقومية بعيدا عن وصاية أي طرف .
الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية يوحي بكثير من الفرضيات السهلة التي قد تسعف في بناء فكرة واضحة حول ما يجري، لكن الأكيد هو أن حجم الخلافات بين طهران والرياض عميق جدا بحيث يصبح من الصعب الجزم بأن الاتفاق الحالي كفيل لوحده ، بهدم إرث من العداء والمواجهة في مواقع مختلفة سواء بصفة مباشرة وبصفة غير مباشرة من خلال مس إيران بوحدة واستقرار دول صديقة وشقيقة للمملكة العربية السعودية ، إذ أن عدم النجاح على تلك الواجهات قد يجعل الاتفاق بلاقيمة ، لأنه بذلك ينفي عن السعودية صفة القوة الإقليمية ويجعل منها مجرد لاعب محلي...
فهل تكون الصيغة التي تضمنها الاتفاق والتي جاء فيها عدم المس بأمن ووحدة الدول بصورة عامة وليس فقط أمن ووحدة طرفي الاتفاق ، هو أحد أبعاد الدور الإقليمي للسعودية؟ أم أن الأيام القادمة ستكشف مدى التزام عملاء إيران في كل من لبنان واليمن والجزائر والعراق وسوريا بالتزامات طهران في ظل عزلة دولية استمرت لسنوات طويلة .
الشريط يكشف سيناريو هجوم عسكري إيراني بالصواريخ الباليستية على مناطق حساسة وحيوية في السعودية ، منها قاعدة الملك خالد الجوية إضافة إلى تدمير الدفاعات الجوية السعودية خاصة بطاريات باتريوت مع قصف عنيف للرياض .
عرف الشريط إنتشارا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك على صفحات وسائل الإعلام الإيرانية .
السعودية إنتظرت سنة كاملة ، لترد منتصف دجنبر 2017 على الشريط الإيراني ، وذلك بشريط آخر من نفس المدة ، أي 5 دقائق ، وتظهر فيه القوات المسلحة السعودية وهي تقوم بتدمير الجيش الإيراني بقواته البرية والجوية والبحرية والمحطة النووية بوشهر إضافة إلى عدد من القواعد العسكرية الموزعة على كافة التراب الإيراني ، هذه العملية العسكرية ، وكما يُظهر الشريط ، تتم بتوجيه وإدارة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصيا ، ينتهي الشريط بلقطة ذات دلالات خاصة ، وذلك عند اعتقال القوات السعودية الخاصة ، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني والذي قتل فعليا بعد ذلك في غارة أمريكية على مطار بغداد .
الشريط ظهر على صفحة "قوة الردع السعودي" على تويتر وهي صفحة تتابع مستجدات القوات المسلحة السعودية ، وعن الصفحة نقلته عدد من الصحف السعودية والمواقع الإلكترونية العربية والدولية ، وكان فرصة لإستعراض القوات التي تملكها السعودية في مواجهة التحدي الإيراني في المنطقة ، هكذا تضمن الشريط إستعمال القوات المسلحة السعودية لمنظومة الصواريخ الاستراتيجية "رياح الشرق"، ودبابات أبرامز والمقاتلات العسكرية من طراز "التورنيدو" و"ف 15" و"التايفون" و"الأواكس" ، والقوات البحرية عالية الكفاءة ، والدفاعات الجوية المتمثلة ببطاريات "الباتريوت" .
حرب الكرتون تلك ، كان يُنظر إليها كونها مقدمات لدفع منطقة الخليج إلى الدخول في حرب إقليمية ضخمة بين كل من إيران والسعودية ومعها الإمارات العربية المتحدة والبحرين ، حيث أن درجة العداء كانت قد تضاعفت خاصة في ظل وجود ترامب في البيت الأبيض ، لكن القناعة التي كانت سائدة لدى كثير من المحللين والمتابعين ، كانت تخلص إلى أن مواجهة بين الرياض وطهران لن ينتصر فيها أي طرف بل إن الجميع سيخرجون خاسرين من تلك الحرب التي ستظهر الثمن الذي سيدفعه العرب والفرس ، نتيجة غياب نظام إقليمي واضح ، يراعي مصالح الجميع دون الإنجرار للحرب .
إيران ومنذ إسقاط نظام الشاه ، وهي تنتج خطاب الخوف من إستهداف الثورة ، فعل ذلك آيات الله مع الماركسيين والليبراليين وأنصار الشاه ، وهو منهج التزمت به القيادة الإيرانية وظلت تعتقد بجدواه ، يشهد على ذلك شريط الكرتون إلدعائي لسنة 2016 في حين أن البلد بحاجة إلى إستثمار موارده من المحروقات ، إستثمارا أمثلا بعد رفع العقوبات عليها عقب الإتفاق النووي وهو ما لم يتحقق ، و بحاجة أكثر إلى علاقات طبيعية مع محيطها العربي لأن ذلك قدرها .
السعودية تمكنت من توظيف الجزرة بنجاح لتحقيق السلم الداخلي بعد الربيع العربي ، لكنها في ظل تراجع أسعار النفط والاحتياطات ، أضحت ملزمة بالبحث عن بديل لما بعد حقبة النفط ، يتزامن ذلك مع تحولات جذرية في طبيعة النظام السياسي يقودها عمليا ولي العهد محمد بنسلمان الذي رغم الانتقادات التي وجهت إليه في البداية ، فإنه يقود بلاده وفق
رؤية جديدة كليا على البيئة السعودية المحافظة ، هذه التحولات والمشاريع ، لا يمكن أن تتحق في ظل الحرب خاصة مع خصم من حجم إيران ، وإن كانت كثير من الأطراف خاصة واشنطن وتل أبيب لا ترى مانعا في اندلاع مواجهة بين الإيرانيين والسعوديين ، أو على الأقل إستمرار منطق القطيعة والمواجهة ، وهو منطق لا يهم فقط السعودية وإيران ، بل يشمل كل دول المنطقة بحيث تصبح المواجهة والقطيعة بينها هو ما يخدم المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية ، لذلك ليس من باب الصدفة أن ينقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ميناحيم بيغين تصريح يعلق فيه على اندلاع الحرب الايرانية العراقية سنة 1980 قال فيه ، نتمنى من الحظ أوفره للطرفين في هذه الحرب ...
كتبت ضمن هذه الزاوية في أبريل 2016 مايلي، إن "التحولات التي تعرفها السعودية منذ تولي الملك سلمان الحكم ، تؤشر على تغيير جوهري في السياسة الخارجية السعودية ، خاصة في بناء الندية في العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي عدم الإرتهان للإدارة الأمريكية مستقبلا ، سواء تعلق الأمر بالسياسة أو الاقتصاد أوالحرب ..
ولعل المواقف الأخيرة مما يجري في لبنان ومما يسمى "حزب الله" ، ورفض تخفيض إنتاج النفط للحد من تراجع الأسعار على المستوى الدولي ، وبناء محور الرياض أنقرة مع محاولة تذويب الخلافات التركية المصرية ، والرهان على الدول الاسلامية سياسيا وعسكريا ، كلها تدابير وإجراءات وقرارات ، تؤكد أننا أمام نهج جديد قد لا يستثني في الأيام القليلة القادمة سحب الرساميل السعودية من الاقتصاد الأمريكي ، كما أكد على ذلك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، على خلفية مشروع قرار للكونغرس يرمي إلى تحميل السعودية مسؤولية أحداث 11 شتنبر " .
الندية التي أظهرتها السعودية تجلت بصورة واضحة عندما أعلنت رفض زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار ، رغم أن الرئيس الأمريكي قام بزيارة خاصة للسعودية وطلب بشكل واضح تخفيض الإنتاج في لحظة كان يواجه فيها هو وحزبه ضغوطات كبيرة بمناسبة التجديد النصفي ، لكن الأمير محمد بنسلمان كان واضحا أنه مستوعب لحجم التحولات التي يعرفها العالم وفي صلبها عدم ثبات السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد ما عرف بعقيدة أوباما والتي تميزت بنظرة سلبية للأنظمة الحاكمة في المنطقة في مقابل التقرب من طهران ، وبعد مرحلة ترامب التي تميزت بكثير من الابتزاز لدول المنطقة في مقابل توقيف العمل بالاتفاق النووي مع إيران ، معنى ذلك أن دول المنطقة كانت بحاجة إلى أن تفكر خارج الصندوق وأن تبحث عن مصالحها الوطنية والقومية بعيدا عن وصاية أي طرف .
الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية يوحي بكثير من الفرضيات السهلة التي قد تسعف في بناء فكرة واضحة حول ما يجري، لكن الأكيد هو أن حجم الخلافات بين طهران والرياض عميق جدا بحيث يصبح من الصعب الجزم بأن الاتفاق الحالي كفيل لوحده ، بهدم إرث من العداء والمواجهة في مواقع مختلفة سواء بصفة مباشرة وبصفة غير مباشرة من خلال مس إيران بوحدة واستقرار دول صديقة وشقيقة للمملكة العربية السعودية ، إذ أن عدم النجاح على تلك الواجهات قد يجعل الاتفاق بلاقيمة ، لأنه بذلك ينفي عن السعودية صفة القوة الإقليمية ويجعل منها مجرد لاعب محلي...
فهل تكون الصيغة التي تضمنها الاتفاق والتي جاء فيها عدم المس بأمن ووحدة الدول بصورة عامة وليس فقط أمن ووحدة طرفي الاتفاق ، هو أحد أبعاد الدور الإقليمي للسعودية؟ أم أن الأيام القادمة ستكشف مدى التزام عملاء إيران في كل من لبنان واليمن والجزائر والعراق وسوريا بالتزامات طهران في ظل عزلة دولية استمرت لسنوات طويلة .