مدخلات و مخرجات

"إفريقيا سبور إكسبو".. لقاء علمي يناقش السياسة الرياضية ويتساءل عن الحكامة في تدبيرها

لقاء علمي يناقش السياسة الرياضية ويتساءل عن الحكامة في تدبيرها


تميزت النسخة الثالثة لـ"إفريقيا سبور إكسبو" والتي امتدت من 10 إلى 13 أكتوبر بالمعرض الدولي بالدار البيضاء، بحضور مكثف للزوار من شتى الفئات العمرية.



الدار البيضاء: احمد العلمي

حيث اتضح من خلال الاقبال الذي عرفته النسخة الثالثة، ان هناك اهتمام متزايد لشريحة واسعة من المجتمع بالرياضة وكل المجالات المنتمية اليها، سواء من حيث الممارسة او الاستثمار فيهاـ وهي فرصة لكل المقاولات والجمعيات والجامعات الرياضية للالتقاء وتبادل الخبرات والتعرف اكثر على تجارب جديدة في هذا الباب.

هذه النسخة عرفت حضور دول افريقية، وتم فيها تقديم تجربتين هامتين في مجال السياسات العمومية الرياضية والتدبير المعقلن وهما الاسبانية والإيطالية، حيث كانتا محط اهتمام العديد من الفاعلين في المجال، وتم فيها تقاسم الأفكار والتجارب.

ولعل أبرز ندوة المعرض الدولي للدار البيضاء، هي التي ناقشت موضوع السياسة الرياضية في المغرب الضوع الحالي وتوقعات المستقبل، اذ شارك فيها محاضرين متخصصين كل من موقعه،  وحضر فيها مهتمين وباحثين وفاعلني في المجال، اذ وقف  المتدخلون على مكامن الخلل سواء من حيث التدبر و التسيير او تلك العراقيل التي تحول دون تطوير الرياضة، وماهي المشاكل التي ساهمت في تدني نتائج المشاركة الأولمبية الاخيرة، علما ان الوضع القاتم يساهم فيه كل الفاعلين الأساسيين في هذا القطاع.

لبنى بلعباس: الابطال حققوا المراد باقل الإمكانيات

وأكدت لبنى بلعباس المديرة العامة للجامعة الملكية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، أن الأبطال البارالمبيون حققوا ميداليات مهمة للمغرب في باريس 2024 على الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، مثل قلة القاعات الرياضية وصعوبة الولوجيات.
وهو الامر الذي يستدعي فتح نقاش جدي في هذا الباب، أي يفترض اليوم ان نعطي لهذه الشريحة مكانتها بكل ما تحمله الكلمة من معني، فالبطل يصبح حاضرا في المجتمع بسبب تحقيقه لميدالية ما، فهي التي تشفع له ليصبح بطلا معروفا لدي المجتمع، عدا ذلك فانه يعيش كباقي الأشخاص في وضعية إعاقة، رغم وجود تشريع يخص هذه الفئة، الا ان ذلك لا يشفع له لكي يمارس حقه كما يفترض ان يمارسه. 
وقالت لاعبة المنتخب الوطني لكرة السلة سابقا، "ان ما يجب ان يعطى لهذه الفئة هو الاهتمام، بحكم ان الجامعة التي نعمل فيها هي من بين الجامعات التي تحترم المساطر، وتحظى باحترام كبير من طرف الإدارة وباقي المتدخلين، بل ان العمل الذي نقوم به يخضع لتدقيق كبير، حتى تكون الأمور واضحة وتتميز بالشفافية والنزاهة، فهذا مال عام ويفترض ان يتم صرفه على المستفيدين". 

الدكتور عبد الرحيم غريب:" السياسة الرياضية بالمغرب لا تدبر بشكل عقلاني
من جانبه قال الدكتور عبد الرحيم غريب المختص في الاقتصاد ويقود فريق بحث علمي مختص بالحكامة الرياضية بالمدرسة الوطنية لعلوم التسيير بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن السياسة الرياضية في المغرب لا تسير كما يجب، مشددا على أنه ليس هناك تفاهم بين العديد من الجامعات ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وأشار غريب إلى أن تطور الرياضة في المغرب رهين بتناغم مع الوزارة وباقي القطاعات وكل الجامعات هذه الأخيرة تعش مشاكل جمة يصعب حصرها.
 ومن خلال ما تم استعراضه في المداخلة العلمية التي تم تقديمها، فان الأرقام والبحوث الموجودة في هذا الباب، كافية اليوم لوضع تصور حقيقي لتدبير قطاع رياضي متماسك ومنتج وفعال.

الدكتور منصف اليازغي: السياسات الرياضة مرتبطة بالفاعل السياسي  

من جهته قال الدكتور منصف اليازغي الخبير في السياسة الرياضية، " ليست هناك سياسة رياضية واضحة في المغرب، مؤكدا أن تم تحقيقه في الآونة الأخيرة يبقى شيئا إيجابيا ويجب الاستفادة منه، وكرة القدم على وجه الخصوص، قد رفعت السقف عاليا واعادت اليات التفكير بشان كيفية طرق تدبير باقي الأنواع الرياضية.  
وضرب اليازغي مثلا بالنتائج المحققة في الآونة الأخيرة، مبرزا أن أي وفد أولمبي يعلم سقف الميداليات التي يمكن أن يحققها، مردفا أن المغاربة كانوا يعلمون أنهم لم يحققوا ميداليات كثيرة.
وزاد اليازغي: "الدولة نجحت فقط في المجال الكروي، ولا يعقل أن ممارسي الرياضة في المغرب لا يتعدى 340 ألف ممارس".

الزميل بدر الدين الادريسي: لم نستغل فرصة الإنجازات السابقة 

بدوره ذهب الزميل بدر الدين الإدريسي مع نفس طرح اليازغي مؤكدا أن أي سياسة رياضية تبنى على الإخفاقات ليس على الإنجازات.
وأعطى الإدريسي مثالا بعدم البناء على تألق منتخب سنة 1986 والعدائين سعيد عويطة ونوال المتوكل، وهي فرصة سانحة كانت ستحقق اقلاعا حقيقيا بناء على إنجازات مهمة عرفت بموقع المغرب جغرافيا وأضحى المغرب من الدول الرائدة في أنواع رياضية بعينها.
وأضاف الإدريسي لا يمكن البتة ان لا نعترف بدور الاعلام في عملية التحسيس وهو ما يضع اليوم الاعلام المغربي في الواجهة لضرورة الترافع من اجل تحقيق المبتغى وطمس كل ما من شانه ان يعيق تطور السياسة الرياضية بالمغرب.
واضف أن هذا كله لا يمنع أن المغرب تقدم كثيرا في البنيات التحتية، إلا أنه أكد أنه لا يوجد هناك عدل جغرافي في تقسيم البنيات التحتية في المغرب على غرار ملاعب القرب، بواقي البنيات التحية المفروض ان تعرف ولوجا حرا غير مقيدا، اذا اردنا ان نخلق ابطالا في المستقبل.

 

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 14 أكتوبر 2024
في نفس الركن