وتستمر هذه الحملة طوال الفترة من 28 أكتوبر إلى 17 نوفمبر 2024، حيث تأتي هذه المبادرة في ظل الحاجة المتزايدة لتعزيز الوقاية الصحية الوطنية وضمان أن جميع الأطفال، سواء كانوا في مراحل التعليم أو غير المتمدرسين، قد تلقوا اللقاحات الضرورية لمكافحة الأمراض المعدية.
وتركز الحملة بشكل رئيسي على سد فجوات التلقيح ضد عدد من الأمراض المعدية، بما فيها شلل الأطفال، الدفتيريا (الخناق)، السعال الديكي (العواية)، الحصبة (بوحمرون) والكزاز (التيتانوس)،كما تشمل الحملة التأكد من أن جميع الأطفال المستهدفين قد استوفوا كافة الجرعات المقررة حسب البرنامج الوطني للتلقيح.
ويعد هذا المشروع خطوة أساسية لتحقيق المناعة المجتمعية ضد الأمراض المعدية الخطيرة، حيث تطمح الوزارة من خلاله إلى تحقيق نسبة تطعيم تفوق 95% للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، ويأتي ذلك من خلال التحقق من أن الأطفال الذين لم يستكملوا جرعات التلقيح قد حصلوا على جميع الجرعات المطلوبة بما يتوافق مع أعمارهم.
وتشمل الحملة الأطفال من جميع الفئات، سواء المتمدرسين أو غير المتمدرسين، حيث يتم اتباع استراتيجيات متعددة للتطعيم، فبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عامًا، ستتم عملية التحقق من تلقيحهم داخل المؤسسات التعليمية، وذلك لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال في هذه الفئة العمرية.
ولم تقتصر جهود الوزارة على تنظيم التلقيح فحسب، بل قامت بتعبئة واسعة للموارد البشرية وتجهيزاتها اللوجستية عبر مختلف جهات المملكة، وتم إعداد خطة متكاملة للتواصل والتحسيس على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية، تهدف إلى توعية المجتمع بأهمية هذه الحملة وضمان تحقيقها بنجاح.
وقد تم إشراك عدد من الشركاء المؤسساتيين والمجتمعيين لتحقيق أقصى درجات التنسيق والفعالية في تنفيذ الحملة، وذلك لضمان تغطية كاملة لكافة الجهات والأقاليم.
وتأتي هذه الجهود في إطار تأكيد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على ضرورة الاستفادة الكاملة من فرص التلقيح، والتي تعد أحد العوامل الأساسية للحفاظ على الصحة العامة وتقليل نسب انتشار الأمراض المعدية.
ومن أجل نجاح الحملة والوصول إلى الأهداف المرجوة، تهيب الوزارة بجميع الأسر، وبخاصة الآباء والأمهات وأولياء الأمور، للانخراط الفعّال في هذا الواجب الوطني، فحماية الأطفال عبر تلقيحهم تساهم بشكل مباشر في الوقاية من الأمراض الخطيرة، وتمنح المجتمع ككل حصانة ضد الأمراض المعدية، ما يعزز مناعة الوطن وصحة أجياله.
وإلى جانب حماية الأطفال، تتضمن الحملة جانبًا توعويًا يهدف إلى رفع مستوى الوعي الصحي لدى المواطنين وتثقيفهم حول أهمية التلقيح وفوائد الوقاية، فمن خلال استراتيجيات التواصل المباشر وغير المباشر، سيتم توجيه رسائل صحية شاملة تبرز دور اللقاحات في حماية الصحة العامة والوقاية من مضاعفات الأمراض الوبائية