تتعدد أسباب الإرهاق المزمن، ومن أبرزها التعرض المستمر للمعلومات والأخبار السلبية، التي تزرع شعوراً بالقلق المستمر لدى الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة الشعور بالضغط النفسي، حيث يشعر الأفراد بأن عليهم القيام بشيء مهم أو أن يتنافسوا مع الآخرين. ومع سهولة الوصول إلى الأشخاص المحيطين بنا، يفتقر الأفراد إلى فرصة الانعزال والراحة، مما يجعل الإرهاق ملازماً لهم حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم أو إنهاء مشروع كبير.
للتخلص من هذا الإرهاق المزمن، يُنصح باتباع عدة خطوات. أولاً، يجب تقليل الوقت المستهلك في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، واستبداله بلحظات من التواصل الحقيقي مع الأصدقاء والعائلة. يُعتبر التواصل الفعلي مع الآخرين بديلاً مثالياً للحصول على مشاعر إيجابية، حيث يمكن لهذه اللحظات أن تُضفي شعوراً من الرضا والسعادة.
كما ينبغي الاهتمام بصحة الأمعاء، من خلال مراجعة النظام الغذائي وتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية. تلعب البكتيريا النافعة في الأمعاء دوراً مهماً في صحة الجسم، لذا يُنصح بتناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة. من جهة أخرى، يُعد فحص مستويات الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين د وحديد ب12، ضرورياً لتفادي التعب الناتج عن نقصها.
ممارسة التمارين الرياضية أيضاً تُعتبر وسيلة فعالة لاستعادة النشاط، حيث تساهم في إطلاق هرمونات السعادة مثل الإندورفين، وتعزيز الدورة الدموية. حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في مستوى الطاقة.
إلى جانب ذلك، من المهم تنظيم الحياة اليومية من خلال قائمة مهام. يجب تحديد الأولويات والمهام الأساسية، مع إدراج الأنشطة الممتعة في الجدول اليومي لتقليل الشعور بالإرهاق. في ظل الحياة المزدحمة، يُعد الحفاظ على التوازن بين الالتزامات والممارسات التي تضفي شعوراً بالرضا أمراً حيوياً لتفادي الشعور بالضغط والإرهاق المستمر.