كتاب الرأي

أين يبدأ التشهير ؟


أثارت التعليقات التي نشرتها صحيفة إلكترونية ضد لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم زكريا أبو خلال موجة صدمة داخل الرأي العام الوطني ، وجاء رد الفعل الأول من القوات المسلحة الثورية ، التي أصدرت بيانا نفت فيه نفيا قاطعا الاتهامات الباطلة الموجهة إلى اللاعب الشاب ، وأدانت بشدة الطريقة التي يعامل بها هذا الموقع الإلكتروني الشخص وسلوك اللاعب ويقوض صورة الاختيار الوطني بجميع مكوناته .



سفيان شهيد

ثم كان المجلس الوطني للصحافة هو الذي أشار في بيانه إلى أن تركيز الصحافة على أي شخص بسبب انتمائه العرقي أو الديني وصمة عار غير مقبولة ترفضها أيضا جميع مواثيق أخلاقيات الصحافة ، بما في ذلك ميثاق الأخلاقيات المهنية المعتمد وطنيا " .

 
وأحال المجلس المسألة أيضا إلى لجنته المعنية بالأخلاقيات والتأديب للبت فيها ، فيجب ألا تجعلنا ردود الفعل المشروعة هذه ننسى أصل المشكلة : فالصحافة يحكمها إطار قانوني وقواعد أخلاقية ، وينص ميثاق "ميونيخ" بشأن واجبات وحقوق الصحفيين على أن أحد واجبات الصحفي هو «احترام خصوصية الأفراد» ، غالبًا ما ينسى بعض المؤتمرين قاعدة أساسية ، لدرجة أن سباق النقرات قد هبط إلى الخلفية أي اعتبار أخلاقي متأصل في هذه المهنة .

 
وإذا كانت المهنة خاضعة لقانون الصحافة ، فمن الواضح أن العديد من مواقع الإنترنت التي انتشرت في السنوات الأخيرة لديها فقط «وسائط إعلام» بالاسم ، لأنها لم تتخذ أبدًا خطوات للامتثال للقانون ، مثل وجود بطاقات صحفية ، وبهذا المعنى ، فإن دعوة وزير العدل عبد اللطيف وهبي إلى النظام مفيدة ، حيث أعلن أن التنقيح التالي لقانون العقوبات يتضمن عقوبات صارمة ضد التشهير على الشبكات الاجتماعية ، وكذلك ضد «أولئك الذين ينشئون الصحف الإلكترونية دون أن يكونوا صحفيين ، وبالتالي يؤثرون على حرية الجميع» .

 
والأمر متروك لنا ، نحن المواطنين والصحفيين ، أن نكون يقظين بشأن أحكام هذا القانون الجنائي الجديد ، لضمان التزامه بالقواعد دون المساس بحرية التعبير والإعلام لكل فرد.

المصدر : l'opinion.ma

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 28 دجنبر 2022
في نفس الركن