آخر الأخبار

أمطار فبراير تُنعش الموسم الفلاحي بجهة الشرق وتُبشر بموسم واعد


شهدت جهة الشرق خلال الأسابيع الأخيرة تساقطات مطرية مهمة، أسهمت بشكل كبير في إنعاش الموسم الفلاحي الحالي، حيث دفعت الفلاحين إلى الشروع في حرث أراضيهم الزراعية، وسط آمال بموسم فلاحي مزدهر.



وفي هذا السياق، صرح محمد اليعقوبي، المدير الجهوي للفلاحة بجهة الشرق، أن معدل التساقطات المطرية التراكمي بلغ 77 ملم، وهو رقم يعكس تراجعا بنسبة 8% مقارنة بنفس الفترة من الموسم السابق، و50% مقارنة بموسم عادي. وأشار إلى أن توزيع التساقطات عرف تفاوتاً جغرافياً واضحاً بين أقاليم الجهة، إذ سجل إقليم فكيك أعلى معدل بـ130 ملم، في حين لم يتجاوز 30 ملم في إقليم الدريوش.

تحسن ملحوظ في الموارد المائية
وأوضح اليعقوبي أن هذه التساقطات، التي تركزت أساساً في أعالي حوض الملوية، ساهمت بشكل كبير في تعزيز الموارد المائية بالمنطقة. فقد بلغ حجم المياه المخزنة في السدود الفلاحية 365 مليون متر مكعب، بزيادة بلغت 34% مقارنة بنفس الفترة من الموسم الماضي. كما انعكست هذه التساقطات إيجاباً على منسوب المياه الجوفية وصبيب الآبار والأثقاب، مما ساهم في تحسين الغطاء النباتي ورفع أداء قطاعي الزراعة والرعي.

تحسن الغطاء النباتي ووفرة الكلأ للكسابة
وأشار المسؤول الجهوي إلى أن الغطاء النباتي شهد تحسناً ملحوظاً، حيث وفرت النباتات العشبية كميات وافرة من الكلأ بأسعار مناسبة للكسابة، مما ساهم في تحسين جودة اللحوم المنتجة. كما استفاد الغطاء الغابوي والشبه الغابوي من هذه التساقطات، إلى جانب زيادة إنتاجية خلايا النحل، وهو ما ينعكس إيجاباً على دخل الفلاحين، لا سيما الصغار منهم.

الأشجار المثمرة في وضع جيد
وفيما يتعلق بالأشجار المثمرة، أكد اليعقوبي أن موجة البرد المبكرة التي رافقت التساقطات ساهمت في تلبية احتياجات هذه الأشجار، خاصة الورديات. وأبرز أن المديرية الجهوية للفلاحة، بالتعاون مع شركائها، تعمل على توفير المدخلات الأساسية للفلاحين لضمان انطلاق الموسم الفلاحي بشكل سلس. وقد تم توفير 21 ألف قنطار من البذور المختارة و157 ألف قنطار من الأسمدة الأزوتية، مما ساهم في حرث 67 ألف هكتار من الحبوب وزراعة 48 ألف هكتار، مع توقعات بزيادة هذه المساحات بفضل الأمطار الأخيرة.

ارتفاع في المساحات المزروعة والإنتاجية
شهدت القطاعات الفلاحية الأخرى تقدماً ملحوظاً، حيث بلغت المساحة المخصصة للنباتات الكلئية 10,500 هكتار، فيما ارتفعت المساحة المزروعة بالسكر إلى 4,300 هكتار، بزيادة 60% عن الموسم الماضي. كما تمت برمجة 4,615 هكتار للخضروات الشتوية، تم إنجاز 3,650 هكتار منها، بزيادة 33% مقارنة بالموسم السابق.

أما في مجال الأشجار المثمرة، فقد بلغ إنتاج الحوامض 192 ألف طن، مع الإشارة إلى دور منطقة بركان في إنتاج الفواكه الصغيرة. كما سجل إنتاج زيتون الجهة رقماً يتراوح بين 250 و260 ألف طن من مساحة 150 ألف هكتار، وهو ما ساهم في خلق 5.3 مليون يوم عمل، وحقق قيمة مضافة تُقدر بـ 2.4 مليار درهم.

آفاق واعدة
تُبشر هذه النتائج، وفقاً لتصريحات المدير الجهوي للفلاحة، بموسم فلاحي مزدهر في جهة الشرق، حيث يعزز تحسن الموارد المائية والغطاء النباتي، إلى جانب الدعم المقدم للفلاحين، من الآمال في تحقيق إنتاجية عالية في مختلف القطاعات الفلاحية. وتشكل هذه المؤشرات دافعاً قوياً للفلاحين لمواصلة العمل بجدية، خاصة في ظل الجهود المبذولة من طرف المديرية الجهوية للفلاحة لتوفير الظروف المناسبة لانطلاق الموسم الفلاحي بشكل ناجح

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 18 فبراير 2025
في نفس الركن