بقلم: الدكتور خالد فتحي
قد يتساءل سائل لم هذه الحملة؟، ولم التركيز على هذا السرطان بالذات ؟، جوابنا بسيط جدا
ذاك أنه السرطان الأول في المغرب كما أنه سرطان صار قابلا للشفاء التام في أغلب الحالات إن جرى رصده و محاصرته من خلال تصوير الثدي باكرا حين يكون مجهريا عبارة عن مايشبه الغبار الذي لا يجس بيد المرأة ولا بأصابع الطبيب .
سرطان الثدي كف عن ان يكون قضية فردية، هو قضية وطنية، وقضية امن صحي واجتماعي واقتصادي ،ومشكلة صحة عمومية ،لانه يستهدف في غالبيته النساء اللواتي هن عماد الأسرة ونصف المجتمع .
وأنا لا أجازف إن اعتبرته وباء معلنا ، فالأرقام تشي أن واحدة من كل تسعة نساء ستختبر هذا السرطان في مرحلة من حياتها .لقد صار في انتشاره شبيها بالتهاب اللوزتين . ولكنه ايضا،وهذا الجانب المفرح فيما سأخطه عنه، أنه السرطان الذي غير وجهه كثيرا في العقدين الأخيرين...، السرطان الذي أفلح الطب في تدجينه،فصار مرضا لا يقتل ،وإنما مجرد مرض مزمن يتعايش معه، ويشفى منه، ويراقب كباقي الأمراض المزمنة .
انقضى الزمن الذي كان فيه هذا السرطان البعبع القاهر الذي يفرض سطوته على النساء ،. السرطان الذي كانت تقل الحيل أمامه ، حتى أن الأطباء كانوا يعالجونه بدوغمائيةونمطية. لقد كنا نعطي نفس العلاج " الوبيل" لكل المصابات : جراحة مدمرة للأنوثة،وكيماوي غير رحيم يحصد الخلايا الخبيثة والسليمة ....الخ .
الآن تغيرت الأمور رأسا على عقب،فمعرفتنا تطورت بهذا السرطان ،أصبحنا نسبره ونستطلعه قبل العلاج مثلما يستطيع جيش نقاط ضعف عدوه قبل المعركة ، فنستهدفه بحزمة علاجات وأدوية موجهة وذكية تقصف وتدمر مباشرة الورم .
لم يعد هناك سرطان للثدي، بل سرطانات للثدي ،وهذا أمر يدعو للاستبشار ،مما مكنننا أن نصنفه إلى 3 مجموعات كبرى، واذا أضفنا لهذا التصنيف عوامل أخرى ،كالسن ،ودرجة الانتشار ،وقوة الشخصية،ودعم الأسرة، وانخراط الدولة ،يصبح لكل مصابة نوع سرطانها ،وهذا الأمر له تبعات علاجية ثورية، إذ لم يعد العلاج موحدا: صرنا نكتفي بالضروري والأنجع من العلاجات ،فسرطان الثدي الآن عاد يستفيد مما نسميه العلاج الشخصي أو العلاج التفصيلي ،بمعنى أنه كما تذهب المرأة الى الخياط لتفصيل فستانها ،فإنها أيضا تستفيد من علاج يستجيب لحالتها...علاج يفصل لها هي، و على مقاسها .و هذا ما غير مآل هذا السرطان، وخفف وطأته ،ومدنا بقصص ملهمة لنساء صبورات مواظبات هزمن هذا الداء الخبيث هزيمة نكراء .
لتعلم كل النساء أن انقلابا كبيرا قد حدث في التكفل بسرطان الثدي ، وأنه لم يبق مخيفا ولا فتاكا .المخيف حاليا هو أن تتقاعس المرأة عن الكشف المبكر الدوري ،وهي بعد سليمة لاتشكو اي عارض عن رصده بالاكوغرافيا والماموغرافياعند سن 45 سنة مرة كل سنتين حتى 69 سنة، و في سن أبكر اذا كانت هناك وراثة وقصة عائلية مع هذا السرطان, أو ظهرت عليها علامات قبل 45 .
لم يعد نبأ الاصابة بسرطان الثدي كارثة ولا حتى خبرا ،فنحن نملك أسلحة فعالة لمواجهته .والمغرب يوفر كل هذه العلاجات المكلفة لكل مصاباته :
مثلا:- قد عوض العلاج التحفظي الذي يستأصل الورم مع حزام أمان صغير عملية استئصال الثدي القديمة ، مما يحفظ للمرأة أنوثتها. كما لم يعد استئصال كل الغدد اللمفاوية للإبط ضروريا ،إذ نكتفي باستئصال الغدة الحارسة الأولى بعد رشمها نوويا ،وهذا يجنب المرأة انتفاخ الذراع المقرف نتيجة الاحتقان اللمفاوي .
ولقد أصبح ممكنا أيضا في الحالات القليلة جدا التي يستأصل فيها الثدي إعادة بناء من جديد من عضلة ظهرها او بمزدرعة سيلكون إبان نفس العملية او بعدها .
عاد كذلك بالمستطاع تجنيب الكثير من النساء كابوس العلاج الكيماوي حين تدل خصائص سرطانهن انه لا يتطلب هذا العلاج القوي .
.و هناك الآن علاجات موجهة ذكية لم تتوفر لنساء الأمس، تستهدف مستقبلات توجد على الخلايا الخبيثة فقط ،وبالتالي يمكن أن نكون انتقائيين في أهدافنا،كما يمكن لهذه الأدوية ان تحمل في كنفها علاجا كيماويا تدخله في كنفها الى الخلية المريضة وتحرره هناك ،مما يوفر على الخلايا السليمة أضرار الكيماوي .
زد على ذلك أنه في بعض الحالات المتقدمة تخضع المرأة لعلاج موجه وكيماوي قبل الجراحة بعد رشم الورم ،ثم بعد ذلك يتم استئصال مكان الورم فقط والذي يكون قد تضاءل حجمه او اختفى نهائيا .
وآخر الاخبار المفرحة أنه يمكن للنساء المصابات اللواتي لهن مستقبلات هرمونية، ووقع لهن ارتجاع او انتكاسة بسبب مقاومة الدواء الهرموني، ان يستفدن من عقاقير جديدة تعوض هذا الدواء المخفق ،و تواصل الحرب ضد السرطان بدلا منه .
يبقى ان أقول إن للمغرب برنامجا ناجحا لرصد سرطان الثدي قد تحول لنموذج يحتذى في العديد من الدول العربية والافريقية ،وحاظيا بإشادة دولية، وأنه تمت تغطية كل الجهات بالعلاجات التي تستهدف التكفل بسرطان الثدي سواء على المستوى الأولى او الثانوي أو الثالثي .
راس الحربة في كل هذا سياسة الرصد المبكر الناجعة عندنا،و لذلك فكل النساءالسليمات المتعافيات اللواتي لايعانين اي عارض مدعوات للانخراط فيه .
الفلسفة هي أننا نفحص عشرة نساء لنرصد واحدة في طور مبكر حيث يكون العلاج ممكنا إن لم يكن مضمونا.لأن كل سيدة هي عزيزة علينا وتهمنا .
أيتها المراة ،انت كنز للأمة ، وواجبك ان تقي نفسك لأجلك ولأجل أسرتك ووطنك .وإنه مع التقدم الكبير في الوقاية والعلاج من هذا السرطان،قد صارت الكرة بملعبك. .
عليك ان تستوعبي أن التشخيص المبكر قوتك وفرصتك للنجاة من هذا السرطان .
فالموت بسبب سرطان الثدي عاد مسؤولية شخصية ولا سبب آخر له غير تقاعسك عن الكشف المبكر .
فلتقبلن إذن بكثافة على هذا الكشف سواء خلال أكتوبر أوخارج أكتوبر .
ذاك أنه السرطان الأول في المغرب كما أنه سرطان صار قابلا للشفاء التام في أغلب الحالات إن جرى رصده و محاصرته من خلال تصوير الثدي باكرا حين يكون مجهريا عبارة عن مايشبه الغبار الذي لا يجس بيد المرأة ولا بأصابع الطبيب .
سرطان الثدي كف عن ان يكون قضية فردية، هو قضية وطنية، وقضية امن صحي واجتماعي واقتصادي ،ومشكلة صحة عمومية ،لانه يستهدف في غالبيته النساء اللواتي هن عماد الأسرة ونصف المجتمع .
وأنا لا أجازف إن اعتبرته وباء معلنا ، فالأرقام تشي أن واحدة من كل تسعة نساء ستختبر هذا السرطان في مرحلة من حياتها .لقد صار في انتشاره شبيها بالتهاب اللوزتين . ولكنه ايضا،وهذا الجانب المفرح فيما سأخطه عنه، أنه السرطان الذي غير وجهه كثيرا في العقدين الأخيرين...، السرطان الذي أفلح الطب في تدجينه،فصار مرضا لا يقتل ،وإنما مجرد مرض مزمن يتعايش معه، ويشفى منه، ويراقب كباقي الأمراض المزمنة .
انقضى الزمن الذي كان فيه هذا السرطان البعبع القاهر الذي يفرض سطوته على النساء ،. السرطان الذي كانت تقل الحيل أمامه ، حتى أن الأطباء كانوا يعالجونه بدوغمائيةونمطية. لقد كنا نعطي نفس العلاج " الوبيل" لكل المصابات : جراحة مدمرة للأنوثة،وكيماوي غير رحيم يحصد الخلايا الخبيثة والسليمة ....الخ .
الآن تغيرت الأمور رأسا على عقب،فمعرفتنا تطورت بهذا السرطان ،أصبحنا نسبره ونستطلعه قبل العلاج مثلما يستطيع جيش نقاط ضعف عدوه قبل المعركة ، فنستهدفه بحزمة علاجات وأدوية موجهة وذكية تقصف وتدمر مباشرة الورم .
لم يعد هناك سرطان للثدي، بل سرطانات للثدي ،وهذا أمر يدعو للاستبشار ،مما مكنننا أن نصنفه إلى 3 مجموعات كبرى، واذا أضفنا لهذا التصنيف عوامل أخرى ،كالسن ،ودرجة الانتشار ،وقوة الشخصية،ودعم الأسرة، وانخراط الدولة ،يصبح لكل مصابة نوع سرطانها ،وهذا الأمر له تبعات علاجية ثورية، إذ لم يعد العلاج موحدا: صرنا نكتفي بالضروري والأنجع من العلاجات ،فسرطان الثدي الآن عاد يستفيد مما نسميه العلاج الشخصي أو العلاج التفصيلي ،بمعنى أنه كما تذهب المرأة الى الخياط لتفصيل فستانها ،فإنها أيضا تستفيد من علاج يستجيب لحالتها...علاج يفصل لها هي، و على مقاسها .و هذا ما غير مآل هذا السرطان، وخفف وطأته ،ومدنا بقصص ملهمة لنساء صبورات مواظبات هزمن هذا الداء الخبيث هزيمة نكراء .
لتعلم كل النساء أن انقلابا كبيرا قد حدث في التكفل بسرطان الثدي ، وأنه لم يبق مخيفا ولا فتاكا .المخيف حاليا هو أن تتقاعس المرأة عن الكشف المبكر الدوري ،وهي بعد سليمة لاتشكو اي عارض عن رصده بالاكوغرافيا والماموغرافياعند سن 45 سنة مرة كل سنتين حتى 69 سنة، و في سن أبكر اذا كانت هناك وراثة وقصة عائلية مع هذا السرطان, أو ظهرت عليها علامات قبل 45 .
لم يعد نبأ الاصابة بسرطان الثدي كارثة ولا حتى خبرا ،فنحن نملك أسلحة فعالة لمواجهته .والمغرب يوفر كل هذه العلاجات المكلفة لكل مصاباته :
مثلا:- قد عوض العلاج التحفظي الذي يستأصل الورم مع حزام أمان صغير عملية استئصال الثدي القديمة ، مما يحفظ للمرأة أنوثتها. كما لم يعد استئصال كل الغدد اللمفاوية للإبط ضروريا ،إذ نكتفي باستئصال الغدة الحارسة الأولى بعد رشمها نوويا ،وهذا يجنب المرأة انتفاخ الذراع المقرف نتيجة الاحتقان اللمفاوي .
ولقد أصبح ممكنا أيضا في الحالات القليلة جدا التي يستأصل فيها الثدي إعادة بناء من جديد من عضلة ظهرها او بمزدرعة سيلكون إبان نفس العملية او بعدها .
عاد كذلك بالمستطاع تجنيب الكثير من النساء كابوس العلاج الكيماوي حين تدل خصائص سرطانهن انه لا يتطلب هذا العلاج القوي .
.و هناك الآن علاجات موجهة ذكية لم تتوفر لنساء الأمس، تستهدف مستقبلات توجد على الخلايا الخبيثة فقط ،وبالتالي يمكن أن نكون انتقائيين في أهدافنا،كما يمكن لهذه الأدوية ان تحمل في كنفها علاجا كيماويا تدخله في كنفها الى الخلية المريضة وتحرره هناك ،مما يوفر على الخلايا السليمة أضرار الكيماوي .
زد على ذلك أنه في بعض الحالات المتقدمة تخضع المرأة لعلاج موجه وكيماوي قبل الجراحة بعد رشم الورم ،ثم بعد ذلك يتم استئصال مكان الورم فقط والذي يكون قد تضاءل حجمه او اختفى نهائيا .
وآخر الاخبار المفرحة أنه يمكن للنساء المصابات اللواتي لهن مستقبلات هرمونية، ووقع لهن ارتجاع او انتكاسة بسبب مقاومة الدواء الهرموني، ان يستفدن من عقاقير جديدة تعوض هذا الدواء المخفق ،و تواصل الحرب ضد السرطان بدلا منه .
يبقى ان أقول إن للمغرب برنامجا ناجحا لرصد سرطان الثدي قد تحول لنموذج يحتذى في العديد من الدول العربية والافريقية ،وحاظيا بإشادة دولية، وأنه تمت تغطية كل الجهات بالعلاجات التي تستهدف التكفل بسرطان الثدي سواء على المستوى الأولى او الثانوي أو الثالثي .
راس الحربة في كل هذا سياسة الرصد المبكر الناجعة عندنا،و لذلك فكل النساءالسليمات المتعافيات اللواتي لايعانين اي عارض مدعوات للانخراط فيه .
الفلسفة هي أننا نفحص عشرة نساء لنرصد واحدة في طور مبكر حيث يكون العلاج ممكنا إن لم يكن مضمونا.لأن كل سيدة هي عزيزة علينا وتهمنا .
أيتها المراة ،انت كنز للأمة ، وواجبك ان تقي نفسك لأجلك ولأجل أسرتك ووطنك .وإنه مع التقدم الكبير في الوقاية والعلاج من هذا السرطان،قد صارت الكرة بملعبك. .
عليك ان تستوعبي أن التشخيص المبكر قوتك وفرصتك للنجاة من هذا السرطان .
فالموت بسبب سرطان الثدي عاد مسؤولية شخصية ولا سبب آخر له غير تقاعسك عن الكشف المبكر .
فلتقبلن إذن بكثافة على هذا الكشف سواء خلال أكتوبر أوخارج أكتوبر .