فن وفكر

أكادير: تجربة نوعية تفوق ربع قرن في التصوير الفوتوغرافي والتتويجات الوطنية والدولية


حوار مع الفنان الفوتوغرافي عبد الإله رفيق، رئيس نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي



أحب الجنوب المغربي، بطبيعته القاسية مَظْهرا، والوَدودَة عُمْقا وجَوْهرًا. استهوته الألوان الساخنة، والمِعمار الذي يُكْسى بِها. ومُنْتهى مُتْعَتِه يبلغه، إن هو التقط صورا لهذا الفضاء الغني. يعتبر من الأعضاء النشيطين في النادي، سواء من الناحية التنظيمية أو الإدارية أو الفنية. وخلال الجمع العام الأخير، أسندت له مهمة رئاسة نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي لولاية ستدوم ثلاث سنوات.
 
 
"العلم" التقت عبد الإله رفيق، بمناسبة معرض "بصمات الضوء" الذي أقيم بالمركب الثقافي لأيت ملول ضاحية أكادير من 20 إلى 30 شتنبر الماضي، وهو منهمك في وضع اللمسات الأخيرة على حفل الإفتتاح، فكان لها معه هذا الحوار المقتضب.

 
حاوره: مولاي محمد الفقيه
 
 
 
 
- مرحبا، أنتم الآن  ومنذ أكثر من سنة  تترأسون ناديا لفن التصوير الفوتوغرافي، يعد من بين أعرق النوادي ببلدنا، كيف استقبلتم هذه المهمة الجديدة
- أرحب بكم في هذا الفضاء الجميل، وأقول: عادة ليس من شيمي أن أسعى للوصول إلى المسؤوليات أو المناصب. لكن كل ما في الأمر أن الأخوات والإخوان في الجمع العام اختاروني لتحمل هذه المسؤولية. وبلُطفهم المعروف، ولباقتهم التي تجعلك عاجرًا عن الرفض، قبلت متوجسا. وما شجعني أكثر هو جو العمل الجماعي، الذي ألِفناه داخل هذه الأسرة الفنية، وتحت إشراف الرواد أساتذتنا الكبار. بعد هذه المدة، أستطيع أن أؤكد لكم أننا استطعنا تحقيق أشياء مهمة. رُبّما سيتسع المجال لذكرها خلال مجرى الحديث.
 
 
 
- قبل الحديث عن الإنجازات والمشاريع الفنية خلال هذه الفترة، نريد أن نعرف من يكون السيد الرئيس
أولا، لا أحب هذا اللقب، فالرئيس يكون في ميادين أخرى وليس داخل جمعية فنية. أعتبر نفسي منسقا ومسهلا لعمل مجموعة من الكفاءات المنتمية للنادي. وهدفنا هو تحقيق الإشباع الفني لأنفسنا وامتاعها، وفي نفس الوقت إنجاز أعمال تروق للمتتبع لمجال الفوتوغرافيا والفن عموما.
 
 
أعود لسؤالكم وباختصار، أنا من مواليد مدينة سلا سنة 1971. تدرجت في مختلف مراحل الدراسة إلى غاية الجامعة، حيث تخصصت في شعبة البيولوجيا. وتلقيت كذلك تكوينا تقنيا في ميدان الصناعة الميكانيكية والصيانة. في بداياتي الفنية والعملية زاولت مهنة مصور الحفلات والأعراس لمدة غير قصيرة. حاليا أسير مقاولة في التواصل والإشهار، وأشتغل مصورا محترفا، ولي ميل كبير إلى اختصاص التصوير الإشهاري. أؤطر كذلك ورشات تكوينية للتصوير الفوتوغرافي لمختلف الفئات والأعمار، كلما طلب مني ذلك.
 
- مباشرة بعد بداية انفراج أزمة الوباء العالمي كوفيد19، كانت للنادي مشاركة متميزة بالمهرجان الثاني للتصوير الفوتوغرافي لمدينة وجدة. ماهي تفاصيل هذه المشاركة، التي وصفتموها بالمتميزة، في عدة مناسبات
- مشاركة نادي أكاديرفي مهرجان وجدة للتصوير الفوتوغرافي، المنظم يومي 13 و14 ماي الماضي، والذي كان تحت شعار “الفن الفوتوغرافي وتثمين التراث الثقافي اللامادي المغربي” كانت مشاركةٌ وازنة ومشرفة. تتجلى في مستويات عديدة ألخصها لكم فيما يلي:
 
 
  شارك النادي في شخص الفنان العالمي سعيد اوبرايم، باعتباره منسقا جهويا وعضوا للجنة المؤقتة المشرفة على صياغة مشروع القانون الاساسي لأول فدرالية تهتم بفن التصوير الفوتوغرافي بالمغرب. كما انتقل سبعة أعضاء إلى مدينة وجدة لحضور فعاليات هذا اللقاء الهام. وتمت تسميتهم سفراء للتراث اللامادي، ومساهمين رسميين في تكوين موسوعة الصور الخاصة بالتراث المغربي، بمبادرة وسابقة من مركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية لمدينة وجدة. وفي جانب التتويجات، فاز النادي، في شخص عبد الإله رفيق، بالجائزة الأولى، من بين اثنين وثلاثين مشاركا في مسابقة نظمت بالمناسبة وكان موضوعها "مهارات الصانع التقليدي بالمغرب". والأهم من كل هذا هو المساهمة الفعالة في تأسيس الفيدرالية المغربية لفن للتصوير الفوتوغرافي، والتي تعد أول مبادرة من نوعها في تاريخ المغرب. وتهدف هذه الهيئة بالأساس إلى:
 
 
       - تقريب مكونات المشهد الفوتوغرافي المغربي، وايجاد أفق للتعاون بينها.
 
       - التشجيع على الممارسة الفوتوغرافية داخل المغرب، وضمان إشعاع فوتوغرافي خارجه.
 
       - الاسهام في إبراز المؤهلات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها بلادنا.

 
ومرة أخرى يأتي النادي ليؤكد حضوره وتمثيليته داخل مكتب الفدرالية المغربية لفن التصوير الفوتوغرافي في شخص عبد الالاه رفيق رئيسه الحالي، برفقة فريق حالم بآفاق واسعة وواعدة، يقوده الفنان حسن الصياد باعتباره رئيسا للفدرالية.
 
 
 
- ختاما، لنتحدث قليلا عن المشاريع التي تشتغلون عليها حاليا
- هناك نوعان من المشاريع داخل الجمعية. النوع الأول وهو المشاريع الفنية الشخصية الخاصة ببعض الأعضاء، يتم دعمها بالتوجيه والمساعدة على إيجاد طرق الدعم ويروج لها إعلاميا كذلك. أما الصنف الأول وهو المشاريع المشتركة الكبرى، فهي كثيرة أذكر منها البعض فقط. فأول ما يشغل بالنا، هو تحضير الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس النادي. وهي مناسبة نسعى لأن تكون في مستوى التاريخ الفني الذي بناه النادي على مدار ربع قرن. ثم جمع أرشيف النادي وتنظيمه وجعله في متناول الباحثين والفنانين من مختلف المستويات. كما نسعى أيضا إلى تقريب الفن الفوتوغرافي للناشئة، بأن ننتقل إلى المدارس ودور الشباب والجمعيات الشريكة في المناطق البعيدة، بهدف التأسيس لثقافة الصورة لدى الجيل الصاعد. والأمل معقود بعد الله عز وجل على نكراننا لذواتنا، وعلى ثقة وسخاء الداعمين، حتى تصل هذه المشاريع وغيرها إلى تحقيق جل أهدافها.
 

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 18 أكتوبر 2022
في نفس الركن