حياتنا

أسعار الأعلاف في لهيب متزايد


في ظل الوضعية الراهنة التي تتسم بغلاء الأسعار وارتفاع معدلات التضخم ، وعلى بعد 3 أشهر تقريبا من عيد الأضحى ، طُرحت عدة تساؤلات حول أسعار الأضاحي ، خصوصا وأنه خلال الموسم الحالي وعلى غرار الذي سبقه ، عرفت المملكة قلةً في السقاطات المطرية ، والتي انعكست بدورها على القطاع الفلاحي وتسببت في ارتفاع أسعار الأعلاف وغلاء اللحوم .



عوامل كثيرة تحدد أسعار المواشي ، بداية بوضعية القطاع الفلاحي ، وفرة الأعلاف وأسعارها ، ثم وضعية القطيع وعدد المواشي الموجهة للعيد ، فما هي توقعات مهنيي القطاع بخصوص وضعية سوق المواشي هذه السنة؟
فترة حاسمة  

تعتبر الأشهر الثلاثة التي تسبق عيد الأضحى بمثابة فترة "حاسمة" في تحديد وضعية السوق وأسعار الأضاحي ، بحيث تنطلق خلال هذه الفترة عملية تسمين الأضاحي أو "الربط" كما يسميها الكسابة ، وهي الفترة التي يحرص فيها مربو المواشي على راحة قطيعهم وذلك بمنعهم من الخروج للرعي ، واعتماد أعلاف متنوعة لتغذيتهم وزيادة وزنهم .

 

يقول محمد ، وهو كساب بضواحي مدينة سطات ، إنه "خلال هذه الفترة، أي 3 أو 4 أشهر قبل عيد الأضحي، يقوم الكسابة بعملية الربط ، وتعني منع الأغنام من الخروج للرعي كي لا تكون كثيرة الحركة بالتالي يزيد وزنها بسرعة ، فهي تأكل داخل "الكوري" فقط ، ثم وتنام ، يمكنها أن تتحرك داخل مساحة محدودة .

 

وأوضح المتحدث ، في تصريح لـه ، أن تكلفة الأعلاف والأدوية ومصاريف التسمين ووضعية السوق هل هناك وفرة في الأغنام أم لا ، هي التي تحدد الأسعار .
 

وتابع : "خلال هذه الفترة ، نعتمد نظاما خاصا للتسمين باعتماد أعلاف طبيعية كالذرة ، الشعير ، النخالة ، الفصة ، الخرطال ، الفول وغيرها من الأعلاف ، ونحرص على إعطائها 3 وجبات في اليوم" .

تقلب سوق الأعلاف  

وفق ما استقيناه من عدد من مهنيي الأعلاف في مناطق مختلفة من المملكة ، تعرف سوق الأعلاف خلال هذه الفترة تقلبات متتالية ، فتارة تشتعل الأسعار ، وتارة تستقر ، وتارة أخرى تنخفض إلى مستوياتها المعتادة أي ما قبل كورونا .

 

وبهذا الخصوص ، قال مراد ، وهو بائع للأعلاف بالجملة بضواحي مدينة سطات ، إن السوق خلال هذه الفترة مستقرة ، لكن يرتقب أن تشتعل خلال الأسابيع المقبلة لاقتراب عيد الأضحى .

 

وأوضح المتحدث ، خلال السنة الماضية التي كانت سنة جافة بكل المقاييس ، وصل سعر التبن في الأيام العادية إلى 75 درهما ، ومع اقتراب عيد الأضحى قفز إلى 90 درهما أو 100 درهم أحيانا ، واليوم لا يتجاوز سعره في الأسواق الأسبوعية لجهة الدار البيضاء سطات 25 درهما .

 

ومن جانبه ، قال الجيلالي ، وهو فلاح وبائع أعلاف بضواحي مدينة الجديدة : "يختلف ثمن بيع الأعلاف بين المنتج والتاجر ، فمثلا نحن ننتج هذه الأعلاف في أراضينا ونبيع التبن بـ20 درهما "للبالة" ، يأتي التاجر يقوم بشرائها بهذا الثمن ويضيف ثمن تكاليف النقل حسب المدينة التي سينتقل إليها ، زائد هامش ربحه ، ثم يحدد ثمن البيع الذي قد يتضاعف مرتين أو أكثر مقارنة بالسعر الأولي .

 

وأوضح المتحدث أن "الأسعار خلال هذه الفترة عادة ما تكون منخفضة ، شهر مارس وبداية شهر أبريل، لكنها مرشحة للارتفاع خلال الأسابيع المقبلة ، لأن الطلب هومن يحدد الثمن ، وفي الأيام المقبلة ، خصوصا بعد عيد الفط،ر سيزداد الطلب لأن عيد الأضحى سيقترب".
 
عين على الأسعار  

ووفق ما استقيناه من بعض تجار الأعلاف ، استقر سعر العلف "المخلط" ، هذا الأسبوع، في 3 دراهم و50 سنتيما للكيلوغرام ، الشمندر 4 دراهم للكيروغرام و450 درهما للقنطار ، النخالة 3 دراهم ، الذرة 4 دراهم و50 سنتيما ، الشعير 4 دراهم ، الفارينة 3 دراهم و50 سنتيما ، الخرطال 4 دراهم ، الحمص 8 درهم ، والفول 6 دراهم .

 

وتراوح سعر تبن القمح والشعير والفارينة ، بين 15 و20 درهما بالجملة، وبين 35 و50 درهما بالتقسيط ، أما الفصة فوصل سعرها هذا الأسبوع إلى 75 أو 80 درهما ، والفوراج 70 درهما .
 

هذه الأسعار ، وفق مهنيي القطاع ، تختلف بين كل منطقة وأخرى ، ويرتقب أن تعرف زيادات خلال الأسابيع المقبلة .ذ

 
توقعات بارتفاع أسعار الأضاحي  

وفق توقعات عدد من مربيي المواشي ، يرتقب أن تكون أسواق الأغنام هذه السنة "مشتعلة" أكثر من التي سبقتها .
 

وحسب رضوان ، وهو كساب بمنطقة مديونة ، فهذه السنة تعرف نقصا في عدد الأغنام وهو ما دفع وزارة الفلاحة إلى استيرادها من إسبانيا لخفض أسعار اللحوم و ضمان عرض وفير خلال عيد الأضحى .

 

وقال المتحدث ،  " تتراوح الأسعار بين 2200 و2400 درهم للخرفان الصغار ، وبين 2700 و3000 درهم للمتوسطة ، فيما يقدر سعر الأضحية الجيدة بحوالي 4000 درهم تقريبا .
 

وتابع المتحدث "الحمد لله المغرب بلد الخير ، حتى ومع ارتفاع الأسعار كل المواطنين سيجدون أضحية تراعي قدراتهم الشرائية" .

 

من جانبه ، قال الحاج بوشعيب ، وهو كساب من جهة بني ملال ، إن "هذه السنة كانت أفضل من التي سبقتها من ناحية الأمطار ، لكن ثمن الأعلاف كان مرتفعا جدا" ، متوقعا بأن تكون أسعار الأضاحي بين 2300 درهم و8000 درهما .

7 ملايين رأس من الأغنام والماعز  

تهدف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، إلى ترقيم 7 ملايين رأس من الأغنام والماعز برسم الموسم الحالي 2023 .
 

ووفق ما أعلنته الوزارة ، فقد شرعت مصالحها ابتداء من 2 يناير 2023 ، في تسجيل وحدات تسمين الأغنام والماعز على صعيد المصالح البيطرية الإقليمية التابعة للمديريات الجهوية للمكتب ، استعدادا لعيد الأضحى المبارك .

حصيلة السنة الماضية بالأرقام  

حسب محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، فقد تميزت السنة الماضية بترقيم ما يفوق 7,2 مليون رأس من الأغنام والماعز (6,7 مليون رأس من الأغنام ، و500 ألف رأس من الماعز) .

 

وبخصوص ترقيم الأبقار والإبل ، أوضح الوزير أن هذه العملية تتم طيلة السنة ، وليست فقط رهينة بعيد الأضحى ، بحيث تم خلال سنة 2022 ، ترقيم حوالي 1,18 مليون رأس من الأبقار و32 ألف رأس من الإبل .


سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 10 أبريل 2023
في نفس الركن