آخر الأخبار

أدوية القلب والسرطان في أزمة نقص حادة.. والبرلمان يطالب بإجابات


عادت أزمة نقص الأدوية في المغرب لتثير جدلاً واسعاً، بعد انقطاع دواء "الداكتون" الذي يعدّ أحد الأدوية الحيوية لمرضى القلب والمستخدم لإزالة السوائل الزائدة من الجسم، ويشكل هذا النقص مصدر قلق للعديد من المرضى، خصوصاً أولئك الذين يعتمدون على أدوية محددة لا تتوفر لها بدائل، ما جعل هذه الأزمة موضوع نقاش متجدد بين الجهات الصحية والمواطنين المتضررين



وفي هذا الصدد، أوضح محمد الحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات الصيادلة في المغرب، أن نقص الدواء المذكور ليس حالة فردية بل يعكس نقصاً متزايداً في الأدوية الحيوية، لاسيما تلك التي يحتاجها مرضى القلب والشرايين، مضيفاً أن بعض هذه الأدوية تُعتبر أساسية لحياة المرضى ولا يمكنهم الاستغناء عنها.

 وأشار الحبابي إلى أن الكونفدرالية سبق أن تواصلت مع وزارة الصحة بهدف السماح باستخدام الأدوية الجنيسة كبدائل في حال عدم توفر الأدوية الأصلية، إلا أن الوزارة لم ترد بعد على هذا المقترح، مما يثير تساؤلات حول فعالية التواصل والتنسيق بين الصيادلة والجهات الصحية المختصة.

وتتزايد حدة المخاوف بين المرضى المتأثرين وأسرهم، خاصة في ظل تكرار انقطاع الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والشرايين. وقد أشار الحبابي إلى خطورة انقطاع بعض الأدوية الضرورية، كالمضادات التي تستخدم للمرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية في القلب والتي لا تتوفر لها بدائل أخرى. هذه الأدوية لا تُستخدم لفترات محددة بل ترافق المرضى طيلة حياتهم، وأي نقص فيها يضع حياتهم في خطر.

من جهة أخرى، طرحت النائبة البرلمانية حياة لعرايش من الفريق الاشتراكي - المعارضة الاتحادية، قضية النقص المتكرر للأدوية الحيوية أمام البرلمان، ووجهت استفساراً رسمياً لوزير الصحة، أمين التهراوي، حول الأسباب الكامنة وراء أزمة نقص أدوية القلب والشرايين والسرطان، والإجراءات التي تنوي الوزارة اتخاذها لمعالجة هذه الأزمة وضمان توفير الأدوية الحيوية بشكل دائم. 

وأوضحت النائبة في سؤالها أن نقص هذه الأدوية الحيوية يهدد حياة المرضى بشكل مباشر، لا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، كما لفتت إلى أن استمرار هذا الوضع يزيد من معاناة المرضى ويؤثر بشكل سلبي على استقرار حالتهم الصحية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الحالات المرضية وحدوث مضاعفات خطيرة.

وتبرز قضية الأدوية الجنيسة كأحد الحلول المحتملة لهذه الأزمة، إلا أن استهلاكها في المغرب لا يزال ضعيفاً بالمقارنة مع دول أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة، حيث تصل نسبة استهلاك الأدوية الجنيسة إلى 80%، بينما لا تتجاوز في المغرب 40%. 

ويرجع الخبراء في قطاع الصحة هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها غياب إطار قانوني قوي يعزز وجود الأدوية الجنيسة في السوق المغربية، بالإضافة إلى ضغوط شركات تصنيع الأدوية الأصلية، التي تميل إلى تسويق منتجاتها الأصلية لما تحققه من أرباح أعلى مقارنةً بالأدوية الجنيسة.

ويعاني المرضى في المغرب، خاصة المصابين بأمراض القلب والشرايين والسرطان، من تحديات كبيرة نتيجة ضعف توافر الأدوية الأساسية، ما يفرض على القطاع الصحي ضرورة إيجاد حلول عاجلة لضمان استمرارية الإمداد الدوائي. 

ويؤكد المتابعون على أهمية دعم الإنتاج المحلي من الأدوية الجنيسة وتطوير سياسات لتشجيع استهلاكها وتوعية المرضى بمزاياها، حيث تسهم الأدوية الجنيسة في تخفيف الأعباء المالية على المرضى وعلى القطاع الصحي عموماً، كما يمكنها المساهمة في تخفيف آثار نقص الأدوية الأصلية


نقص الأدوية، الأدوية الحيوية، الأدوية الجنيسة، مرضى القلب والشرايين، الصيدليات المغربية، وزارة الصحة، أزمة الأدوية، مرضى السرطان


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 14 نونبر 2024
في نفس الركن